القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث حول نشأة العلاقات العامة

مدونة علوم الإعلام والاتصال

 نشأة العلاقات العامة

 

عرض نشأة العلاقات العامة يدفعنا للوقوف عند محطات تطور هذا المفهوم:

 

العلاقات العامة في العصور القديمة:

 

انطلقت مع بدايات ظهور الإنسان الأول حيث انتقل من نظام الأسرة إلى العشيرة، أين كان رجل دين أو شيخ يحكم بينهم للوصول إلى تعاون وتفاهم مشترك من أجل رد الغزاة أو عقد الصلح التي نشأت منها فكرة التحكيم.

وكان رؤساء القبائل يتولون عملية الاعلام للخروج إلى الصيد، القتال، الحفلات .. ومختلف المناسبات والفصل في المنازعات مستعينين بالسحرة والأطباء ومن يجيدون فنون التعبير البدائي فالشاعر مثلا يقوم بدور الاعلام والمفاخرة في القبيلة والشرح والتفسير وكذلك التنبيه من هنا نقول أن العلاقات العامة وجدت مند وجود الانسان ..

 

العلاقات العامة في مصر القديمة:

 

اهتم المصريون بالاتصال بالأهالي في مختلف المناسبات، وإعلام الشعب بقوانين الدولة من أجل الترويج للحكام والكهنة مستخدمين المحاضرات والخطب.

وكذلك بينوا المواقف الدينية والخلقية التي تثير إعجاب الناس وقد أتقن الفراعنة سياسة اختيار الوقت المناسب فاتخذوا  من الأعياد والمواسم فرصة لنشر الأنباء والتعليمات ونجحوا في ذلك كما استخدموا أوراق البردي في النشرات ونقشوا على جدران المعابد لنشر التعاليم الدينية وبعض الأحداث ذات الجوانب السياسية والاقتصادية.

 

العلاقات العامة في بابل وآشوور:

عمد ملوك العراق القديمة إلى التأثير في عواطف وآراء الناس ومعتقداتهم وتوجهاتهم في أوقات الأحداث والانقلابات السياسية والاقتصادية، فقد اختاروا أيام الأعياد من أجل بث أوامرهم وتعليماتهم وهذا دليل على احكام خطة العلاقات العامة، استخدموا الألواح الطينية المصورة التي تروي أحداث الحروب وعرضها في القصور والشوارع (تعمل عمل الملصقات) ووُجد في العراق إعلان يعود تاريخه إلى 1800 سنة قبل الميلاد ترشد المزارعين إلى وسائل وأساليب زيادة الإنتاج.

 

العلاقات العامة عند اليونان:

اهتموا كثيرا بنفوذ الرأي العام، كانت العلاقات العامة جزءً من أعمال الحكومة، عرف اليونان أهمية الإعلام والنشر وطرق التأثير في الجماهير وكانوا يسمحون للشعب بتوضيح أفكاره وآراءه للمسئولين وذلك لإنشاء علاقة من المودة والثقة بين الطرفين.

 

عند الرومان:

اعتمدت الحضارة الرومانية على كسب ثقة وتأييد الناس بنفس طريقة اليونان واهتموا بالرأي العام ويتجلى ذلك من خلال عبارتهم المشهورة "صوت الشعب من صوت الرب" ولو أمعنا النظر فيما يقومون به لوجدناه وجهًا من أوجه العلاقات العامة كقصائد الشاعر فيرجيل المسماة الريفيات التي أقنع الناس بها بضرورة الاهتمام بالريف والعمل في المزارع.

 

العلاقات العامة في العصور الوسطى:

كانت العلاقات العامة تعاني من التدهور والفساد إذ تعيش في ظلمات وفساد والتعصب الكنائسي ومنذ الثورة البروتستانتية تغيرت، حيث عملت الكنيسة على إعداد متخصصين في الدعوة الدينية والتبشير ثم حذت الكنيسة الكاثوليكية حذوها لكسب تأييد الجماهير وظهرت نقابات حرفية أين مورست العلاقات العامة وأثرت على الرأي العام وتطورت العلاقة بين العامل والصانع والجمهور العام والأهالي.

 

العلاقات العامة في الحضارة الإسلامية:

 

استطاعت الحضارة الإسلامية أن تطور مفهوم العلاقات العامة باعتمادها على الإقناع والبرهان والحجة في الدعوة الإسلامية إضافةً إلى مبدأ الشورى، وقد عرف المسلمين وسائل الإعلام وطرق التأثير وكانت ولازالت تلاوة القرآن الكريم أسمى طريقة لرفع الروح المعنوية بين الناس.

كذلك لعِب الشعراء دورًا هامًا في التوجيه والإرشاد والتأثير والدعوة إلى مذهب معين، ولعبت الخطب الدينية دورًا كبيرًا في الإرشاد والتوجيه ولاشك أن ترديد المسلمين "الدعاء" هو مغزى تأييد والتعبير عن الثقة فالمساجد تعتبر كالبرلمانيات التي يقتضي بها المسلمون لبحث أمور دينهم.    

 

 العلاقات العامة في العصر الحديث:

 

يوجد اختلاف حول أول من إستعمل تعبير العلاقات العامة، هل هو توماس جيفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة في تصريح له بمجلس الشيوخ سنة 1802  أم هو دورمان ايتون محامي بنيويورك الذي ألقى المحاضرة بعنوان العلاقات العامة ومستلزمات المهن الشرعية في آلية الحقوق ببال سنة 1882  أم هو تيودور فيل رئيس شركة التليفون والتلغراف الأمريكية وذلك عام 1908  حيث ظهر هذا التعبير لأول مرة في تقرير أعده عن أعمال الشركة.

 

ظلت العلاقات العامة سمة بارزة من سمات أنشطة المجتمع الأمريكي، توجت بتأسيس جمعية العلاقات العامة الأمريكية عام 1948 لتشق فيما بعد العلاقات العامة الطريق إلى أوروبا و باقي الدول إذ تم إنشاء معهد العلاقات العامة البريطاني في بريطانيا عام 1948  ومن ثم أنشئت جمعية العلاقات العامة الدولية سنة 1955  أما في فرنسا فقد تكونت أول جمعية للعلاقات العام عام 1949  وفي أستراليا كانت  بدايتها سنة 1950   وببلجيكا تم إنشاء أول مركز للعلاقات العامة سنة 1952  في حين في إيطاليا كانت بداية ظهور العلاقات العامة فيها سنة 1954 بإنشاء أول جمعية للعلاقات العامة.

و في ألمانيا تم تأسيس منظمة للعلاقات العامة عام 1958  بالإضافة إلى هذا وجدت العديد من الإتحادات مثل: الإتحاد الأوروبي للعلاقات العامة عام 1949 . و المركز الأوروبي للعلاقات العامة سنة  1956 ..

 

أما في الوطن العربي فقد تأسست جمعية العلاقات العامة في 1965 التي ساهمت في إرساء مفهوم وأسس العلاقات العامة، ومع ذلك فهناك من يرى أن" الوضعية الراهنة للعلاقات العامة في الوطن العربي تدعو للتفكير المعمق في وضع إستراتيجيات جديدة حيز التنفيذ يكون الهدف منها إعادة تحديد بناءاتها ووظائفها". 

المراجع/ 

  • بن دريدي فوزي، نحو إستراتجية لتطوير ممارسة العلاقات العامة في الوطن العربي، المجلة الجزائرية للدراسات  السوسيولوجية، العدد 1 ، الجزائر، 2006.
  • علي الباز، العلاقات العامة والعلاقات الإنسانية والرأي العام، مكتبة الإشعاع الفنية، الإسكندرية،  2002 ..
  • محاضرات الأستاذ فيصل بوراس، سنة أولى ماستر اتصال وعلاقات عامة، قسم علوم الإعلام والاتصال، جامعة 20 أوت 1955، سكيكدة، 2017.


تعليقات

التنقل السريع