مفهوم الثقافة التنظيمية
يعرف كل من A.A.Kennedy-T.E.Deal)): بأنها مجموعة المعارف والمفاهيم والقيم والشعائر التي تمكن من يعمل في المنظمة من أن يكون عضوا فيها.
وبمعنى آخر هي طريقة عمل الأشياء المتعلقة بالمنظمة.
يعرفها Ouchi)): بأنها تتألف من الرموز والطقوس والأساطير التي تنتقل من خلالها القيم والمعتقدات التنظيمية إلى العاملين في المنظمة ويكون إيمان موظفيها بهذه المعتقدات إيمانا كاملا كما تمثل ثقافة المنظمة نظاما.
مكونات ثقافة المنظمة
مكونات غير مادية للثقافة التنظيمية:
وتتكون من:
القيم التنظيمية: (المفاهيم الإنسانية كما هو صحيح أو خاطئ أو سيئ ، حسن أو ما هو مهم أو غير مهم) .
المعتقدات التنظيمية: (عبارة عن أفكار مشتركة حول طبيعة العمل وبيئة العمل وكيفية انجاز العمل).
مكونات المادية للثقافة التنظيمية:
- طقوس والعادات التنظيمية مثلا:نجد أن فترات الاستراحة اليومية تتناول القهوة أو الشاي توفر للمؤسسة فرص كبيرة لتقوية الروابط بين العمال .
- الرموز مثلاً: شعار المؤسسة أو عملها أو اسمها التجاري وتصميمها المعماري وأماكن الاستقبال ونمط اللباس وغيرها من الرموز الأخرى .
- الموروث الثقافي للمنظمة: ويظهر في القصص والأساطير التنظيمية.
- الأبطال.
- الطابوهات، المحظورات ،الأحداث المأساوية التي مرت بها المؤسسة.
خصائص الثقافة التنظيمية
يتضح من خلال تعريفات الثقافة التنظيمية أنها تتميز بعدة خصائص ومميزات، نخلص معضمها في الخصائص التالية:
- الثقافة التنظيمية عملية مكتسبة.
- نظام مركب ومتكامل.
- تراكمي متصل ومستمر.
- نظام متغير ومتطور.
- الثقافة التنظيمية نظام مرن لها خاصية التكيف.
دور وأهمية الثقافة التنظيمية بالنسبة للمؤسسة
تلعب دور خارجي: تلعب دور مهم في رسم حدود المنظمة من خلال اعطائها هوية خاصة وخصوصية تميزها عن باقي المؤسسات الموجودة في المحيط و بهذا تظهر الثقافة التنظيمية كأحد عوامل اثبات الهوية و التميز عن المحيط الخارجي وذلك انطلاقًا من القيم والعناصر الثقافية المشتركة بين العامل والتي تسمح لها بالتميز والاختلاف عن باقي أفراد المجتمع وأفراد المؤسسات الأخرى .
وفي هذا المجال يؤكد بورتر على أهمية الثقافة التنظيمية بالنسبة للمؤسسة باعتبارها مصدر لكسب الميزة التنافسية.
الأهمية والدور الداخلي للثقافة التنظيمية: تعمل على تعزيز وتقوية نقاط الإتحاد وإضعاف تلك التي تؤدي إلى التفرقة والإختلاف .
وبهذا تعتبر الثقافة التنظيمية من أهم عوامل إدماج العمال داخل المنظمة.
أنواع الثقافة التنظيمية:
حسب معيار القوة والضعف:
ينتج عن هذا المعيار نوعين من الثقافة القوية والثقافة الضعيفة.
الثقافة القوية:
حيث نجد هناك عاملان أساسيان يحددان درجة قوة الثقافة التنظيمية يتمثلان في درجة الاجماع أو مدى المشاطرة لنفس القيم والمعتقدات من جهة وشدة تمسك أعضاء هذه المنظمة بهذه المعتقدات والقيم.
الثقافة الضعيفة:
لا يتم اعتناقها بقوة من طرف أعضاء المؤسسة ولا تحظى بالثقة والقبول الواسع منهم وتفتقر المنظمة إلى التمسك المشترك بالقيم والمعتقدات وبالتالي فإن العاملين سيجدون صعوبة في التوحد مع المنظمة أو مع أهدافها وقيمها.
مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجيتهم ورضاهم الوظيفي كما يشعر الأفراد داخل هذه المنظمة بالغربة عن الثقافة والمجتمع والمحيط وهي ظاهرة الاغتراب الاجتماعي التي تبدو فيها القيم والمعايير الاجتماعية السائدة عديمة المعنى بالنسبة للفرد مما يؤدي إلى العزلة والإحباط .
حسب معيار التكيف مع المحيط:
ينتج عنه نوعين من الثقافة:
الثقافة التكيفية (المرنة):
تشجع على اتخاذ القرار والابتكار وتحسين واشراك الأفراد بالإضافة إلى دلك فإن الثقافة التكيفية تركز على رضا الزبون و بالتالي فهي دائما تدخل تغيرات مستمرة لأجل تحقيق ذلك هو ما يسمح للمنظمة بالنمو والتطور.
الثقافة الجامدة:
التي تتسم بالحذر ولا تمنح حيزا من الحرية لمديري المستويات الوسطى و الدنيا لاتخاذ أي قرارات أو اجراءات بل أنها تؤدي إلى احباط مثل هذه السلوكيات لهذا فإن هذه الثقافات الجامدة هي ثقافات من النوع البيروقراطي فالأفراد لا يشتركون في الأحداث ويرفضون تحمل الأخطاء ولا يملكون روح الإبداع وكدا سوء انتقال المعلومة وتتميز بالإفراط في الرقابة مما يجعلها مثبطة للحوافز مما يؤثر بشكل كبير على المؤسسة خاصة في حالات إحداث تغيير.
الأداء الوظيفي:
مفهوم الاداء:
لغة:
من معاجم اللغة يتضح أن الأداء مصدر الفعل أدى و يقال أدى الشيء أوصله و الاسم الأداء ،أداء الأمانة و أدى الشيء قام به
اصطلاحا:
يعرفه "توماس جلبرت": الأداء هو التفاعل بين السلوك و الانجاز أو أنه مجموع السلوك والنتائج حيث تكون هذه النتائج قابلة للقياس.
محددات الأداء:
إن الأداء الوظيفي هو الأثر الصافي لجهود الفرد والتي تبدأ بالقدرات وإدراك الدور والمهام و يعني هذا أن الأداء هو إنتاج موقف معين يمكن النظر إليه على أنه نتاج العلاقة المتداخلة بين الجهد والقدرات وإدراك الدور المهم للفرد ولهذا نجد أن محددات الأداء تتوضح في:
- الجهد المبذول من طرف الفرد.
- القدرات التي يتمتع بها الفرد لأداء الوظيفة.
- مدى إدراكه لمتطلبات وظيفته.
أنواع الأداء:
حسب معيار المصدر:
- أداء داخلي و يتكون من الأداء البشري والتقني والمالي.
- الأداء الخارجي ويتعلق بالمتغيرات التي تحدث في المحيط الخارجي للمؤسسة.
حسب معيار الشمولية:
- أداء كلي.
- أداء جزئي.
عناصر الأداء الوظيفي
يتكون الأداء من مجموعة من العناصر أهمها:
المعرفة بمتطلبات الوظيفة: وتشمل المعارف العامة، والمهارات الفنية والمهنية والخلفية العامة عن الوظيفة والمجالات المرتبطة بها.
نوعية العمل: وتتمثل في مدى ما يدركه الفرد عن عمله الذي يقوم به وما يمتلكه من رغبة ومهارات وبراعة وقدرة على التنظيم وتنفيذ العمل دون الوقوع في الأخطاء
كمية العمل المنجزة: أي مقدار العمل الذي يستطيع الموظف انجازه في الظروف العادية للعمل ومقدار سرعة هذا الإنجاز.
المثابرة و الوثوق: وتشمل الجدية والتفاني في العمل وقدرة الموظف على تحمل مسئولية العمل وإنجازه الأعمال في أوقاتها المحدد و مدى حاجة هذا الموظف للإرشاد و التوجيه من قبل المشرفين.
تأثير الثقافة التنظيمية على تقييم الأداء الوظيفي
لقد دلت الدراسة التي قام بها الباحثون على ضرورة أن يتمتع كل منهج متميز للتنظيم على سبعة متغيرات على الاقل: الهيكل، الإستراتيجية، الموظفين، نمط الإدارة، القيم المشتركة (الثقافة التنظيمية) وقد خلصت الدراسات إلى الأهمية القصوى للثقافة التنظيمية وتأثيراتها على تحقيق أداء مميز ويمكن تلخيص هذه الاهمية في ما يلي:
لقد تبين أن المنظمات التي ركزت على الأهداف المادية والمالية لم تحقق النجاح بنفس المستوى الذي حققته المنظمات التي ركزت على إرساء ثقافة تنظيمية قوية وتحديد مجموعة من الأهداف والقيم تعطيها المكانة البؤرية في التعامل.
تؤثر الثقافة التنظيمية على تصميم الهيكل التنظيمي والتي لها القدرة على تنميط الأداء، تؤثر الثقافة التنظيمية على كفاءة العمل الإداري و جعل القائد يعمل على إيجاد الرموز والقيم و الأساطير واللغة والمعتقدات إلى جانب الجوانب المادية والملموسة للمنظمة، ايجاد نوع من الاستقلالية لدى العاملين تمكنهم من الإبداع و الإبتكار مما يؤثر على كفاءة أداءهم .
مما سبق يتضح لنا جليا أن الكثير من السمات السابقة يمكن أن تمثل نوعا من القوة الدافعة للأفراد والمنظمة إضافة إلى التأثير الواضح للثقافة التنظيمية على الممارسات الإدارية خاصة تلك المرتبطة بالأفراد في مقدمتها وظيفة التوجيه.
تعليقات
إرسال تعليق