القائمة الرئيسية

الصفحات

مدونة علوم الإعلام والاتصال

 



التسيير ظاهرة قديمة تطور بتطور الحياة البشرية وهو بالأساس يرتبط بتحديد أهداف معينة والعمل على تحقيقها، فالتاريخ القديم يقدم الكثير من الأدلة على المعرفة التسييرية في كل مجالات الحياة الانسانية ومع تطور المعاملات الاقتصادية وظهور الشركات التجارية خاصة في إيطاليا في القرن (15) وانتشارها بعد ذلك في أوروبا ظهر اهتمام أكبر بمفهوم التسيير خاصة بعد الاحتكام إلى الوسائل الكمية (المحاسبة والقواعد المالية) وقد ساهم العديد من المفكرين في تطوير مبادئ التسيير "آدم سميث، تايلور، هنري فايول" وكانت أعمال هؤلاء بداية لتطوير مفهوم التسيير كفرع خاص من العلوم ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والتقني بقصد متابعة الأعمال مما كون عدة اتجاهات ومدارس تنظيمية.

 

مفهوم التسيير

1/ التسيير مجموعة من الآليات أو الميكانيزمات المنتجة لتحديد مسار المنظمة دون أن تتناظر هذه الأخيرة وأهدافها.

2/ يعتبر التسيير طريقة عقلانية للتنسيق بين الموارد البشرية والمادية والمالية قصد تحقيق الأهداف المسطرة وتتم هذه الطريقة حسب سيرورة من التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة.

3/ عرفه تايلور على أنه: العلم المبني على قوانين وقواعد وأصول علمية قابلة للتطبيق على مختلف النشاطات الانسانية.

4/ تعرفه الموسوعة الاجتماعية على أنه: العملية التي يمكننا بواسطتها تنفيذ غرض معين والاشراف عليه وهو الناتج المشترك لأنواع ودرجات مختلفة من الجهد الانساني الذي يبدل في هذه العملية.

 

أنواع التسيير

1/ التسيير العملي:

يتميز بالتعددية، باليومية والتكرار في كل مجالات العملية التسييرية، وهو يقوم على تشغيل الطاقة المتواجدة في المؤسسة بأقصى فعالية ممكنة.

2/ التسيير الاستراتيجي:

يتصل التسيير الاستراتيجي بمفهوم الاستثمار وإذا كان التسيير العملي يسمح للمؤسسة أن تحقق أهدافها تطبيقيا فالتسيير الاستراتيجي يضع المؤسسة في حالة تحقيق الأهداف.

 

مبادئ التسيير

يعرف المبدأ على أنه تغير عام أو حقيقة جوهرية يكون مرشدا للفكر أو التصرف ومنه فمبادئ التسيير هي حقائق جوهرية تشرح الظواهر التسييرية المختلفة والعلاقة بينها والنتائج المتوقع حدوثها وتتميز هذه المبادئ بالثبات وكذلك تتمثل فيما يلي:

  • مبدأ تقسيم العمل: تزداد كفاءة أداء العمل بزيادة تقسيمه.
  • مبدأ السلطة: حيث ينبغي تزويد المسيرين بحق إصدار الأوامر كي يصبحوا قادرين على إنجاز العمل المطلوب منهم.
  • الانضباط: على كل العاملين في المؤسسة احترام القواعد والتعليمات التي تحكمها.
  • وحدة الرئاسة والتوجيه: فوحدة الرئاسة يقصد بها أن كل مرؤوس يتلقى التعليمات الخاصة بعمله من رئيس واحد لأن تلقي الأوامر من أكثر من رئيس يؤدي إلى التضارب والتعارض.
  • مبدأ التوجيه: فمجهودات العاملين ينبغي توجيهها والتنسيق بينها بواسطة مسؤول واحد لتفادي ازدواجية السياسة والاجراءات.
  • الأولوية لمصلحة المؤسسة: فمن الضروري إخضاع المصالح الشخصية للعاملين للمصلحة العامة للمؤسسة.
  • عدالة العوائد: أن عوائد العمل يجب أن تكون عادلة لكل العاملين حتى يشعرون بالانتماء الحقيقي للتنظيم.
  • مبدأ المركزية: أن تخفيض دور العاملين في اتخاذ القرارات يعني المركزية وزيادة هذا الدور يعني اللامركزية والمشكلة هي تحديد درجة المركزية لكل حالة.
  • مبدأ تدرج السلطة: فحفظ السلطة في المؤسسة يمثل تدرجا في المناصب من المستوى الأعلى إلى المستوى الأدنى.
  • الترتيب: وجود الأفراد ووسائل الانتاج يجب أن يتواجد في الزمان والمكان المناسبين.
  • المساواة: يتعامل كل عمال المؤسسة مع بعضهم على أساس العدل والمساواة في ظل تدرج السلطة.
  • مبدأ الاستقرار: بحيث أن ارتفاع معدلات الفوضى في العمل (دوران العمل) يؤثر سلبا على كفاءة المؤسسة.
  • مبدأ المبادرة: يجب تزويد المرؤوسين بقدر كاف من الحرية في وضع وتنفيذ الخطط.
  • مبدأ التعاون: يقوم على تنمية روح المشاركة مما يعود على نجاح المؤسسة.

 

خصائص التسيير

 

1/ التسيير عمل جماعي: فالتسيير الفعال للمؤسسة لا يمكن أن يتم دون عمل جماعي سمته الأساسية التنسيق بين مختلف الأفراد.

2/ التسيير هو عمل هادف لا يمكن أن تكون له قائمة دون مجموعة من الأهداف المسطرة والمنسقة وهو وسيلة وليست غاية.

3/ ينطوي على صفة أساسية وهي الصفة التنظيمية بعيدا عن العشوائية لأنه يقوم على التخطيط، التدقيق ويبتعد عن التجربة والصدفة.

4/ التسيير عملية مستمرة ومصدر استمرار وبقاء المؤسسات.

5/ التسيير هو نشاط انساني فهو يتعامل مع الجماعة ويسعى إلى تحقيق الأهداف في ظل القواعد والأعراف ..

6/ التسيير يتميز بالتغيير نظرا لتغير المحيط (عدم استقرار المحيط) والعنصر البشري وعلى التسيير أن يستجيب لكل المتغيرات.


أهداف التسيير

  • يتمثل هدف التسيير الأساسي في خلق المنافع والفوائد حينما تتجاوز قيمة المنتج تكاليف الانتاج.
  • يعمل التسيير على تحقيق النتائج بكفاءة عالية أي  العمل بطريقة معينة يتم في ضوئها استغلال الموارد الانتاجية المتاحة دون ضياع أو إسراف.
  • يسعى التسيير لتحقيق الأهداف بفعالية أي عمل الأشياء الصحيحة في الزمن المناسب وبالطريقة الملائمة.

 

أهمية التسيير

يمكن أن ننجز أهمية التسيير فيما يلي:

  • التسيير مسؤول على بقاء واستمرار المؤسسة ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توفير القدرة على مواجهة الكثير من التحديات (عوامل الانتاج، المنافسة، التطورات التكنولوجية، حدة المنافسة).
  • توفير مقومات الانتاج وتخصيص الموارد وتوزيعها على استخداماتها البديلة وإزالة الغموض من المحيط.
  • التسيير مسؤول عن تحقيق التكامل الخارجي بين التنظيم/المؤسسة والمحيط من خلال توفير احتياجات المؤسسة التي مصدرها محيطها الخارجي بغرض تلبية احتياجات المحيط من خدمات وأيضا التسيير مسؤول على تحقيق التكامل الداخلي من خلال التنسيق والربط بين جهود العاملين والموارد الأخرى بغرض بلوغ الأهداف المسطرة.
  • التسيير له القدرة على التكيف مع المتغيرات (داخلية وخارجية) بغرض المحافظة على استمرارية المؤسسة.
  • التسيير له مسؤولية التغيير والاستقرار في الوقت المناسب.
  • هو النظام العام من خلال الربط بين أحداث متفرقة ومعتقدات متباينة ورصعها جميعا في شكل علاقات ذات معنى، تساعد على تحليل الأوضاع وحل المشكلات وتبني أفضل البدائل المتاحة.

تعليقات

التنقل السريع