القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ ظهور المؤسسة الاقتصادية


 ظهور المؤسسة الاقتصادية

مدونة علوم الاعلام والاتصال



خضعت المؤسسة الاقتصادية إلى تغيرات وتطورات متواصلة توازيا مع التطور الذي شهدته النظم الاقتصادية والاجتماعية كون المؤسسة وحدة إنتاجية فهي تمثل النواة الأساسية للنشاط الاقتصادي  وبالتالي لا يمكن دراستها بمعزل عن المجتمع وقد مرت بالمراحل التالية: [1]


1.     إنتاج الأسرة البسيط:

ساد في الحياة البدائية وتركز حول الفلاحة (الزراعة، تربية المواشي) لما لها من أهمية في تلبية الحاجات الأساسية  (الأكل، الملبس، المسكن) في هذه الفترة الإقطاعية ثم استغلال الأسر في الفلاحة من طرف ملاك الأراضي وكبير الأسرة، وأهم الحرف اليدوية: الحدادة، صناعة الجلود.

شيئا فشيئا نشأت المدن والتجمعات التي دفعت إلى تحرر العامل واستقلالية في ممارسة بعض الحرف، فظهر ما يسمى بالوحدات الحرفية.


2.     الوحدات الحرفية:

نتيجة لتطور المجتمع وتزايد حاجاته الضرورية كانت الضرورة لخلق نظام المجموعات الحرفية وهي عبارة عن ورشات يتجمع فيها أصحاب الحرف المتشابهة من أجل الإنتاج، وتميزت بالدقة في التنظيم وكان هدفها الحفاظ على مكانها وتوفير فرص الشغل، وكانت الورشة تتميز بالعلاقات الاجتماعية خاصة وعائلية في جو من الثقة والاحترام بين المعلم والصانع وما ساعد على الاستقرار في الجماعة.

إلا أنه مع تطور الزمن حادث الثورة الصناعية التي أحدثت تغيرات خاصة بعد ضعف نظام الوحدات الحرفية نظرًا ل :

  • وجود حرفيين مستقلين ينافسون التجمعات الحرفية.
  • خروج الصناع عن الانضباط الجماعي وتحول التجمعات الحرفية إلى تجمعات تجارية.
  • اتساع السوق وارتفاع الطلب.


3.     النظام المنزلي للحرف:

 أدى ظهور طبقة التجار الرأسماليين إلى الاعتماد على الإنتاج المنزلي، بتمويل الأسر بالمواد من أجل  إنتاجه لسلع معينة، حيث وجد التجار سوقًا للعمل خاصة في الأسر الريفية التي كانت على استعداد للعمل من أجل زيادة دخلها.

 وهكذا أصبح هناك ولأول مرة عمال حرفيون في المنازل لا يملكون سوى قوة عملهم مرتبطون بأصحاب الأموال ارتباطا نفعيا ويمكن أن نقول أن هذا النوع قد عايش نظام الوحدات الحرفية. [2] 


4.     ظهور المانفاكتورة:

نتيجة للتغيرات التي شهدتها طرق الإنتاج الحرفي بما فيه المنزلي، ارتفعت متطلبات المجتمع الأوروبي وذلك لارتفاع المستوى الحضاري من جهة  وعدد السكان من جهة أخرى، كما سمحت زيادة  الكشوفات الجغرافية إلى زيادة الاستيراد المواد الأولية، وهذا أدى إلى رخاء طبقة التجار القائمة على الاستيراد وسيطرتها على أكبر فئة من الحرفيين ومهما كان نوع هذه المؤسسات إلا أنها تعبر عن منعرج حاسم في حياة المجتمع الرأسمالي من جهة عن تاريخ المؤسسة من جهة ثانية.


5.     المؤسسة الصناعية الآلية :

 ظهرت في بداية القرن التاسع عشر بعد أن توفرت الأسباب من الاكتشافات عملية موجهة نحو الإنتاج الصناعي، اتساع السوق أكثر وقد ارجع الاقتصاديون ظهورها إلى:

  •  الاستعمال الواسع للمياه والطاقة.
  • التكاليف التي ساعدت على تطور الفبركة والسيطرة على أشكال الإنتاج.
  • مراقبة الآلات والطرق الحديثة في الصناعة ، ومن جهة أخرى لا يمكن الإغفال عن ظهور المؤسسة الآلية وتطورها ضمن الحركة التاريخية، النظام الرأسمالي الذي كانت انطلاقته من القرن السادس عشر بعد انفصال الكنيسة عن الحياة الاقتصادية .
  • ظهور وتكوين شركات تجارية ومالية مثل بنك أمستردام المركزي 1608.
  • ظهور التقنيات بشكل واسع – الثورة الفكرية-.
  • الإصلاحات الزراعية والنمو الديمقراطي.

6.     التكتلات والشركات متعددة الجنسيات

التكتلات الاقتصادية والاحتكارية: اتجهت المؤسسات الاقتصادية لتجمع في التكتلات والاحتكارات للصمود أمام المنافسة وأهمهما:

الكارتل

وهي تركز عدد من المؤسسات من نفس القطع على تحديد الأسعار وتوزيع الأسواق فيها بينها هذا النوع ظهر في نهاية القرن التاسع عشر في ألمانيا 1873 وأهمها الفحم 1893.

الترويست:

 هي اندماج عدد من المؤسسات على ان تفقد استقلاليتها المالية وشخصيتها القانونية والمعنوية وتنشأ من خلال اندماج أكثر من مؤسسة أو شراء أحداهما للآخر.

الشركات متعددة الجنسيات:

 ويطلق مصطلح متعدد الجنسيات على المؤسسات التي تقوم بأعمالها بشكل مباشر في أكثر من بلدين ومن الأسباب التي أدت إلى نشوءها.

حصولها على إمكانية التحكم في الطاقة وقوة العمل والاقتراب من الأشواق الخارجية وكذا الوقوف في وجه المنافسين،

 حيث أن تناول موضوع القرارات يتطلب الدقة نظرا لتشعبه. [3] 



[1] فرحات غول، الوجيز في اقتصاد المؤسسة، الخلدونية للنشر والتوزيع، الجزائر،2008، ص 8.

[2] ناصر دادي عدوان، اقتصاد المؤسسة، دار اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ، اﻟﺟزاﺋر ، اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﯽ ،. 1998، ص22.

[3]عبد الرزاق حبيب، اقتصاد المؤسسة،ط2، ديوان المطبوعات الجامعية،1992، ص25.

 

 

تعليقات

التنقل السريع