يعتقد أن المصريين القدماء هم أول من عرف الأحبار وصنعوها فقد وجدت بعض المومياوات ملفوفة في أثواب من الكتان، وقد دونّ عليها أسماء أصحابها بأحبار صنعت من أوكسيد الحديد، كما صنع المصريون الحبر من غراء وصمغ الخضراوات المخلوط بالماء استخدموه في الكتابة على ورق البردي، أما الصينيون فصنعوا الأحبار من زيت الحبوب ولحاء الأشجار مع الصبغ العربي وقد تميز هذا الحبر بمقاومته للماء والظروف البيئية المختلفة وطول مدة بقاءه ..
كما ابتكر الصينيون أنواعا عديدة من الأحبار وتفوقوا في صناعتها مند ألفي عام واستمر هذا التفوق حتى الآن، حيث يُصدر الحبر الصيني إلى جميع بلدان العالم وهو معروف باسم "الحبر الشيني).
واستخدم الرومان الأحبار التي تفرزها بعض أنواع الحياوانات المائية كما قاموا بصناعة الأحبار المختلفة من الزيت ولحاء الأشجار، وفي العصور الوسطى صنع الرهبان في أوروبا أحبارا من كبريتات الحديد مضافا إليها مسحوق العلقم، ويُعاب على الأحبار القديمة شدة سيولتها إذ كانت تصنع من مساحيق تذوب في الماء فكانت لا تثبت على القوالب.
وفي عام 1438 أضاف الألماني (جوتنبرغ) زيت بذرة الكتان المغلي إلى الأحبار ليزيد من لزوجتها، وفي أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العشرين بدأ استخدام المنتجات البترولية والمواد الكيماوية بديلا لزيت الكتان.
يوجد نوعان من الألوان الحبرية أولية وثانوية، فالألوان الأولية هي (الأصفر، والأحمر والأزرق) أما الألوان الثانوية فتتكون بخلط لونين من الألوان الأساسية بنسب مختلفة فعلى سبيل المثال عند مزج اللونين الأصفر والأحمر ينتج اللون البرتقالي، وعند مزج اللونين: الأصفر والأزرق ينتج اللون الأخضر ..
وفي الوقت الحالي تصنع أحبار الطباعة من العديد من الأصباغ الملونة التي غالبا ما تكون مواد غير عضوية مختلفة الألوان لا تذوب في الماء ويكون ذلك بطحن الأصباغ ثم خلطها بالزيوت وتختلف مكونات الأحبار باختلاف أنواع الطباعة فالأحبار المستخدمة في الطباعة (الأوفيست) تكون أحبارًا ذات لزوجة عالية ومقاومة شديدة للأحماض تجف بالحرارة ..
أما الأحبار المستخدمة في الطباع الغائرة فهي قليلة اللزوجة حتى تنساب داخل المناطق الغائرة للسطح الحامل للأحبار.
والأحبار المستخدمة في مطبوعات التغليف تصنع بطريقة تحافظ على لمعانها كما يجب أن تكون شديدة التحمل للتأثيرات الجوية والاحتكاك، أما الأحبار المستخدمة في الكتب والمجلات فيجب أن يراع فيها القدرة على فقد لمعانها مع جفافها.
أما أحبار المطبوعات المستخدمة في عبوات الدهانات والكيماويات فيجب مراعاة عدم قابليتها مع تلك المواد.
تعليقات
إرسال تعليق