القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث حول مجتمع المعلومات

  

مدونة علوم الإعلام والاتصال


 أولا: تعريف مجتمع المعلومات وأسباب نشوءه

1- تعريف مجتمع المعلومات

تختلف تعاريف مجتمع المعلومات وفقا لوجهات نظر المتباينة والخلفيات التي انطلقة منها ويمكن عكس مفهومه من خلال التعاريف التالية:

* التعريف الذي تبناه مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات (جنيف:(2003

هو مجتمع يستطيع كل فرد إستحداث المعلومات والمعارف والنفاذ إليها واستخدامها وتقاسمها بحيث يمكن الأفراد  والمجتمعات والشعوب من تسخير كامل امكاناتهم في النهوض يتنميتهم المسندامة وفي تحسين نوعية حياتهم" .

يظهر هذا التعريف أنه المجتمع الذي يرتكز في تطوره على الاكتشافات الفنية للأفراد التي تمس جميع المجالات (خاصة المتعلقة بالآليات و شبكات الاتصال) و استخدامها _ بعد تقاسمها_ لتطوير معالجة البيانات لتساهم في خلق سلع  وخدمات جديدة بهدف التنمية المستدامة .

* تعريف تقرير التنمية الانسانية العربية 2003:

"المجتمع الذي يقوم أساسا علي نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي من الإقتصاد و المجتمع المدني والسياسة والحياة الخاصة وصولاً للارتقاء بالحالة الانسانية باطراد أي إقامة التنمية الإنسانية" .

يشير هذا التعريف إلى تميز مجتمع المعلومات بمجموعة من الأنشطة والوظائف المعاصرة التي ترتكز أساسًا على المعلومة لتكون محور للأنشطة المعرفية ( الإبداع والتأليف ) والمعلوماتية ( إنتاج ومعالجة المعلمة)  لخدمة أهداف تعليمية وتثقيفية التي تعمل على إنشاء التنمية الإنسانية.


2- أسباب نشوء مجتمع المعلومات

ساهمت مجموعة من الأسباب في ظهور وتطور مجتمع المعلومات يمكن إدراجها فيما يلي :

التطور الاقتصادي طويل الأجل:

مهد هذا التطور إلى ميلاد عهد جديد تكون فيه الأهمية لمورد المعلومات، فقد عرفت البنية الاقتصادية تغيرات جذرية ابتداء من عصر المشاعة الأولى و الذي كان فيه الإنسان يستغل خيرات الطبيعة دون أن يدخل عليها أي تغيير، فالعصر الزراعي الذي اعتمد فيه على الطاقات الطبيعية والجهد العضلي مرورا بالعصر الصناعي الذي اعتمد الطاقات المولدة وصولا بعصر المعلومات و الذي تحتل فيه المعلومات و المعرفة الأهمية القصوى ويعتمد عليها مجتمع المعلومات بصورة أساسية .

التطور التكنولوجي:

عرف النصف الثاني من القرن العشرين تطورات سريعة في المجال التكنولوجي خصوصا بعد اختراع الكمبيوتر و إدماجه في كافة مجالات الحياة ،إذ ساهمت تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في التأثير ايجابيا على النمو الاقتصادي خاصة وأنها تمتاز بإمكانية تطبيقها في نطاق واسع و في ظل ظروف مختلفة لتزايد المستمر لإمكانيتها و خصائصها فضلا عن أن تكاليفها تتجه نحو الانخفاض بصورة واضحة.

ظاهرة تفجير المعلومات:

وهي أهم حدث تميز به عصر المعلومات ويشير مصطلح تفجير المعلومات إلى اتساع المجال الذي تعمل فيه المعلومات لتشمل كافة مجالات النشاط الإنساني ، حيث تحول نشاط المعلومات إلى صناعة المعلومات و بات لها سوق كبير لا يقل أهمية عن أسواق البترول و الذهب ، و تزايد المعلومات كان نتيجة لتطورات الحديثة التي شهدها العالم و بروز تخصصات جديدة و تدخل المعارف البشرية و نمو القوة المنتجة و المستهلكة كلها ، فالرصيد المعلوماتي لا يتقلص بل يتراكم مشكلا بذلك ظاهرة الانفجار التي كانت لها أسباب كثيرة من بينها :

  • الزيادة الهائلة في كم المطبوعات والمنشورات المتنوعة؛
  • الصعوبة في الاختيار النوعي للمواد المطلوبة في هذا الكم الهائل؛
  •  إنهيار الحدود بين الموضوعات وتداخل التخصصات العلمية؛
  • زيادة التخصص الدقيق؛
  • فشل الأساليب والوسائل التقليدية في ضبط وسيطرة وتنظيم هذ ه المعلومات ولأوعية المعلومات المتراكمة يوما بعد يوم.


ثانيا: خصائص مجتمع المعلومات وعناصره

1- خصائص مجتمع المعلومات

يمتاز مجتمع المعلومات بثلاثة خصائص أساسية تحكمه وتتمثل في:

استعمال المعلومات كمورد اقتصادي:

 حيث تعمل المنظمات بشكل عام على استخدام المعلومات بهدف تدعيم أنشطة التجديد والإبتكار من أجل تحسين وضعيتها التنافسية، عن طريق تطوير المنتجات التي تقدمها من خلال إضافة مواصفات جديدة لمنتجاتها القديمة أو العمل على إيجاد منتجات لم تكن من قبل . في هذا السياق ظهر اتجاه متزايد نحو إنشاء شركات للمعلومات تضيف كميات هائلة من القيمة التي تعمل على تحسين الاقتصاد الكلي للدولة.

استخدام المعلومات بين الجمهور العام:

يستخدم الناس المعلومات بشكل مكثف في أنشطتهم كمستهلكين و يستعملونها كمواطنين لممارسة واجباتهم و التعرف عن حقوقهم ناهيك عن إنشاء نظم معلومات التي توسع من إتاحة التعليم و الثقافة للإفراد، وبذلك تكون المعلومات عنصر لا غنى عنه في الحياة اليومية

بروز قطاع المعلومات كقطاع مهم في الاقتصاد: 

من تسعينات القرن العشرين أضاف العلماء الاقتصاد و المعلومات قطاعا رابعًا إلى النشاط الاقتصادي ( مع الزراعة  والصناعة و الخدمات)، حيث بات إنتاج المعلومات و تجهيزها و توزيعها نشاطا اقتصاديا أساسيا في عدد من دول العالم فتحول الاقتصاد من اقتصاد الصناعات إلى اقتصاد المعلومات ومن اقتصاد محلي إلى اقتصاد عالمي، ومن إنتاج السلع والخدمات إلى إنتاج المعلومات .

كبر حجم القوى العاملة في الأنشطة المعلوماتية:

إذ وصلت نسبتهم في بعض الدول المقدمة الى50%  أي أنها أكثر من إجمالي القوى العاملة في المجالات الاقتصادية التقليدية مجمعة، ويحتل قطاع التعليم في مجتمع المعلومات رأس الحربة إلى جانب قطاعات البحوث والتنمية  والاتصالات والإعلام والحاسبات والآلات وخدمات المعلوماتية.


2- عناصر مجتمع المعلومات

يتضمن مجتمع المعلومات مجموعة من العناصرالتي تقوم بها القطاعات التالية :

الحكومة الالكترونية

من الناحية التاريخية هي فكرة أثارتها الإدارة الأمريكية بهدف ربط مواطنيها بالأجهزة الحكومية آليا إضافة إلى انجازها لمختلف أنشطة الحكومة اعتمادا على شبكات الاتصال ، و يمكن تعريفها بأنها : "الاستخدام التكاملي الفعال لجميع تقنيات المعلومات و الاتصالات بهدف تسهيل العمليات الإدارية للقطاعات الحكومية " و ترتكز هذه الفكرة على :

  •  تجميع كافة الأنشطة و الخدمات معلوماتية في موقع الحكومة الرسمي على شبكات الانترنت .
  •  تحقيق الاتصال الدائم بالجمهور مع القدرة على تامين كافة احتياجات المواطنين
  • تحقيق سرعة و فعالية في الربط و التنسيق بين مختلف الدوائر الحكومية ذاتها ولكل منها على حدا.

التجارة الالكترونية: 

"وهي العمليات المتمثلة في بيع و شراء وتسويق و تقديم الخدمات الخاصة بالسلع أو الخدمات عبر العديد من شبكات الحاسب الآلي كالانترنت والانترانت والاكسترانت لمساندة كل خطوة من الخطوات التجارة العالمية".                    

وقد ساهمت صناعة المعلومات في عصر الثورة التكنولوجية للاتصالات في خلق الوجود الواقعي للتجارة الالكترونية باعتبارها تعتمد بشكل أساسي على الحاسوب وشبكات الاتصال ومختلف الوسائل التقنية بهدف إدارة النشاط الاقتصادي أي أنها تشكل مرحلة متطورة من التجارة طبقت تكنولوجيا المعلومات و الاتصال في إنتاج وتوزيع سلع والخدمات على المستوى العالمي من اجل خلق محيط تجاري جديد في وسط الكتروني.

التعليم الالكتروني:

ويمثل شكلا من أشكال التعليم عن بعد ويعرف بأنه: "طريقة لتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة كالحاسوب أو الشبكات و الوسائط المتعددة".

الصحة الالكترونية: 

وهي مفهوم حديث تعكس كيفية الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات و الاتصال في مجال الخدمات الصحية سواء إذا ما تعلق الأمر بالكشف أو التدريب الطبي أو التعليم المتواصل في المجال الصحي و كما يشمل أيضا على  الأبحاث الطبية بهدف إنشاء الأنظمة المعلوماتية للرعاية الصحية .

 التوظيف الالكتروني:

وهي خدمة شبكية تستخدم تكنولوجيا المعلومات و الاتصال المتاحة من طرف المؤسسة لطرح الوظائف الشاغرة المتوفرة لديهم  بهدف استقطاب مواهب و كفاءات خارجية لاختيار مرشحين ملائمين .كما تسمح هذه الخاصية لمقدمي طلبات التوظيف بمتابعتها من خلال الزاوية المخصصة لهم في الموقع ، و هذه الخدمة تسهل للأفراد الحصول على فرص عمل و أعدادهم لتولي مناصب وظيفية تتلاءم  مع مؤهلاتهم العلمية و باستخدامها يمكن توفير وسائل اللازمة لاستحداث فرص العمل و تحسين التنافسية و الإنتاجية .

 البيئة الالكترونية:

وهي تلك الخدمات التي توقعها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بغرض حماية البيئة من الأخطار المحدقة بها و حماية الأفراد و المجتمعات منها.

 الزراعة الالكترونية

وهي مجال حديث الظهور ضمن العلوم الزراعية و يشير المصطلح إلى تطوير الخدمات الزراعية من خلال دعم  وتبادل المعلومات عبر شبكة الانترنت .


ثالثا : قطاع المعلومات

1-   تعريف قطاع المعلومات

يعرف قطاع المعلومات أنه:" أن قطاع المعلومات ضمن قطاعات المجتمع الأخرى، يشمل المهن والوظائف التي يقوم أصحابها أساسا بإنتاج أو خلق أو تجهيز أو معالجة المعلومات، ثم توزيعها أو بث المعلومات ".

يستنتج من هذا التعريف انه قطاع الذي يشمل على الأعمال التي تسهل وصول المعلومة من اجل ان  يستفيد منها أفراد المجتمع سواء كانت تقدم من طرف الدولة أو من طرف أشخاص مجانا أو بمقابل.

 كما يعرف كذلك:" القطاع الذي يشمل كل الأنشطة المعلوماتية في الاقتصاد، فضلاً عن السلع المطلوبة للقيام بهذه الأنشطة".

أي أنه القطاع الذي يشمل الأنشطة التي تهتم بالوسائل و معدات و التي تسهيل إنتاج و استهلاك المعلومات داخل المجتمع و الاقتصاد ككل.

ولقد اتسم هذا القطاع بسرعة التقدم في مجالاته المختلفة وانخفاض تكلفته كما حقق الاستثمار به معدلات ربحية عالية. ونظرا لما يوفره من إيرادات مستمرة و متزايدة مقارنة مع القطاعات الأخرى أصبحت بعض الدول تخصص   لاستثماره  مبالغ ضخمة و يساهم هذا باستقطاب يد العاملة ذات مهارات عالية .


2 – مكونات قطاع المعلومات

 وهناك اتجاهات مختلفة تتنوع باختلاف وجهات النظر نذكر منها:

يرى Machlup أن قطاع المعلومات يضم خمس أقسام لصناعة المعرفة هي: التعليم/ البحوث/ التنمية/ وسائل الأعمال والإتصال/ آلات المعلومات وخدمات المعلومات/

 أي انه يرى ان قطاع المعلومات هو صناعة بحتة للمعرفة .

 أما Moore فيعطي تقسيما أخر لمكونات قطاع المعلومات حيث يرى انه القطاع الذي يتكون من مؤسسات كل من القطاعين العام و الخاص تلك التي تنتج المحتوى المعلوماتي أو الملكية الفكرية و تلك التي تقدم تسهيلات لتسليم المعلومات إلى المستهلكين و تلك تنتج الأجهزة و البرامج التي تسمح بتجهيز و معالجة المعلومات و بذلك فهو يقدم التقسيم التالي:

المكون الأول : صناعة المحتوى المعلوماتي:

و يشمل جميع الجهود لإنتاج الملكية الفكرية من قبل الكتاب و الباحثين و الفنانين حيث يقوم هؤلاء بيع أعمالهم للناشرين و الموزعين و شركات الإنتاج و هؤلاء يشكلون الفئة المبدعة لإنتاج المعلومات أي أنهم يعتمدون على جهودهم الشخصية و خبراتهم و معارفهم المتراكمة في إيجاد المعلومات ،و يدخل في هذه الفئة كل الأفراد المبدعين الذين يقومون بتصميم العلامات التجارية و أسماء المنتجات و تصميمها و إيجاد الاستراتجيات وأساليب العمل الملائمة و الأفراد الذين يقدرون على إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه المنظمات كما يوجد جزء خاص ليس له علاقة بالإبداع و إنما يهتم بجمع المعلومات المتوفرة فقط مثل جماع الأعمال المرجعية و عمال قواعد البيانات و منجزي السلاسل الزمنية .

المكون الثاني: صناعة ومعالجة المعلومات:

تقوم هذه الصناعة على منتجي الأجهزة والبرمجيات حيث يتولى منتجو الأجهزة و تصميم وتسويق الحواسيب  وتجهيزات الاتصالات بعيدة المدى و الالكترونيات ، ومخرجات هذه الصناعة هي:

- نظــم التشغيل:"وهي برامج ضرورية لإحكام السيطرة و الرقابة على الأنشطة والموارد المختلفة لنظام الحاسوب  وجعله أكثر كفاءة في عملية التشغيل"، مثل Unix. Ms-Dos Windows

البرمجيات المساعدة: ومهمتها التحكم في تشغيل نظام المعلومات و مثال ذلك: Word(معالج النصوص ) ، Excel (للقيام بالعمليات الحسابية ) ،  Access( لتصميم قواعد البيانات ) .

المكون الثالث: صناعة التسليم ( بث المعلومات):

وهو المكلف بعملية التسليم أي إنشاء و إدارة شركات الاتصال و التي تقوم بإيصال المعلومات، وتشمل :

  • شركات الاتصال .
  • محطات التلفزة و الراديو الأرضية و الفضائية .
  •  شركات البث بالأقمار الصناعية .
  • الشركات المكلفة بتوصيل الشبكات المعلوماتية .
  • ناشري و بائعي الكتب و المجلات و الجرائد  (المتخصصة و العامة ) .


المراجع/

  • طيب سعيد، منور أوسرير، البعد التكنولوجي مدخل لتحقيق الميزة التنافسية، ورقة عمل قُدمت إلى الملتقى الدولي الثاني حول المعرفة في ظل الاقتصاد الرقمي ومساهمتها في تكوين الميزة التنافسية في الدول العربية،27-28 نوفمبر،2007 كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسييرجامعة حسيبة بن بو علي ،الشلف الجزائر .
  • محمد فتحي عبد الهادي، المعلومات وتكنولوجيات المعلومات على أعتاب قرن جديد، مكتبة الدار العربية للكتاب، القاهرة، مصر، 2000 .
  •  عبد الرحمان الهاشمي ، فائزة محمد العزاوي،المنهج و الاقتصاد المعرفي ، دار المسيرة ، عمان ، الاردن ، ط1، 2007
  •  أبو بكر محمد الهوش،  تقنية المعلومات ومكتبة المستقبل ، عصمي للنشر والتوزيع ،القاهرة، مصر، 1996

تعليقات

التنقل السريع