مفهوم الشبكة (les réseaux) :
حتى يتمكن كمبيوتر من الاتصال بأخر لابد من توافر قنوات اتصالية لنقل البيانات كما يجب أن تتواجد مجموعة الأساليب والقواعد والأدوات التي تعمل على تحويل البيانات من الشكل الرقمي للحاسوب الى الشكل التناظري لقناة الاتصال والعكس، وهذه القنوات الاتصالية تعرف بالشبكات [1]..
وتوجد تعريفات متعددة ومتشابهة الى حد ما لمفهوم الشبكات سواء في مجال الاتصالات أو المعلومات أو غيرها من المجالات لذلك أن ليست محصورة في مجال الاتصال فقط بل أصبحت متداخلة في كافة جوانب الحياة ومن هذه التعريفات:
يعرفهاkanter : هي مجموعة من الأجهزة والبرمجيات التي تقوم بعمل الاتصال بين محطات العمل Works stations)) المختلفة لهذا نجد أن أنظمة المعلومات الحديثة منتشرة في جميع أقسام المنظمة وتقوم هذه الأقسام بتغذية نظام المعلومات بالبيانات وكذلك تقوم بالأخذ المعلومات منه، بالإضافة لإيصال فروع المنظمة بمختلف المناطق مع المركز الرئيسي، وتتيح شبكة الاتصال فرصة المشاركة بالمكونات المختلفة لنظام المعلومات كالحواسيب والبرمجيات ووسائل الإدخال والإخراج وقواعد البيانات.
يعرفها "يونس ثائر" بأنها: مجموعة من الحواسيب المرتبطة مع بعضها البعض بطريقة معينة تساعد على تبادل البيانات[2] فيما بينها.
كما يمكن تعريفها بأنها :" نظام للعلاقات الترابطية داخل المؤسسة أو فيما بين المؤسسات[3]، تشترك في عملية تبادل المعلومات لخدمة[4] أهداف المؤسسة ".
أهمية شبكات المعلومات والاتصال
في الحقيقة توجد مزايا كبيرة لاستخدام الشبكات تصب جميعها في كثير من المجالات وخاصة تكامل البيانات كذلك سريتها ويمكن إيجازها في مجموعة من النقاط:
التشارك في البرامج والأنظمة:
حيث تؤمن شبكة التشارك في البرمجيات والأنظمة الموجودة وكذلك قواعد البيانات المشتركة بمختلف الأقسام فالبرامج المتوفرة لدى كل العناصر يمكن أن تكون متاحة[5] للعناصر الأخرى.
توفير التجهيزات المشتركة:
يمكن لمستخدمي الشبكة الإستفادة من بعض الملحقات Peripherals المتصلة مع خادم الملفات Files seriver والتي لا يمكن توفرها بشكل متكرر لكل مستخدم في حالة عدم استخدام الشبكة ومن هذه الملحقات الطابعات الليزر ( laser jet printers ) والطابعات الملونة ( colures printers) والراسمات (Plotters)، وكذلك قواعد البيانات (data bases) الخاصة بالمنظمة والموجودة على ذاكرة مخزن الملفات الصلبة الكبيرة.
العمل بثقة:
تتمتع الشبكات بأداء دو ثقة عالية إذا تمكن من توفير البدائل في حال حدوث خلل أو عطل ما في أحد مكونات الشبكة كانقطاع التيار الكهربائي أو إغلاق الجهاز فجأة و لكن بوجود هذه الشبكة يمكن استرجاع البيانات المفقودة كونها مخزنة بأكثر من مكان على أجهزة الشبكة المختلفة. [6]
توسع قاعدة الحسابات الشخصية بتكلفة منخفضة: إمكانية توسيع قاعدة مستخدمي الحسابات الشخصية في إحدى المؤسسات و هذا باستخدام نظام الملفات المركزي الموجود في الخادم الرئيسي.
المرونة والسرعة في تبادل الملفات والمعلومات والبريد: مما يسمح بربح الجهد والوقت والتكلفة وهذا يزيد في المر دودية.
المخاطبة والمناقشة: تسهيل عملية الاتصال في القسم ذاته أو بين أقسام مختلفة.
حماية وأمن المعلومات: تتمتع معظم الشبكات بمواصفات أمان عالية تحمي ملفات من دخلاء غير المصرح لهم، وفرض القيود على الأشخاص المصرح لهم.
النقل المتعدد لأنواع البيانات: تسمح الشبكات بنقل الصوت والصورة وغيرها من الأشكال مما يجعلها تؤمن عقد المؤتمرات عن بعد.
نظام المراقبة: وجود شبكة ممتدة داخل أقسام مؤسسة ما تضمن نظام مراقبة فعال على جميع الأعمال التجارية مع توفير وقت كبير والاحتفاظ بعامل الاستقلالية[7] لكل مستخدم.
أهداف تكنولوجيا شبكات المعلومات والاتصال
لقد تزايد الاهتمام بشبكات الاتصالات بسبب أهميها في حل المشكلات المتعلقة بالاتصالات والمعلومات وخدماتها المختلفة ويرجع ذلك الاهتمام المتزايد الى الأهداف التي تحققها هذه الشبكات وهي:
· تسهيل الوصول إلى مصادر المعلومات والإفادة منها بأقل وقت وجهد ممكنين.
· تقديم خدمات اتصال أفضل بالمقاييس الكمية من خلال خدمة أكبر عدد من المستفيدين، أما بالمقاييس النوعية من خلال تقديم خدمات اتصال متعددة .
· الإفادة القصوى من تكنولوجيا الاتصالات والموارد البشرية فيها. [8]
وسائط الاتصال الشبكي
تصنف وسائط الاتصال الشبكي الى نوعين رئيسين:
1 ـ الوسائط السلكية: وهي تستخدم الاسلاك و الكابلات في نقل المعلومات والبيانات سواء كانت ممثلة بإشارات قياسية أو عددية وهي تشمل:
الأسلاك المزدوجة Twisted-Pair wire: وهي كالتي تستخدم في الخطوط الهاتفية العادية،وتتميز بأنها رخيصة التكاليف وسهلة التمرير عبر المكاتب، من عيوبها ان تطابق ذبذباتها منخفض نسبيا مما يؤثر على نقل المعلومات، كما أن سرعتها في نقل المعلومات لا تتجاوز (1Mega byte/ Sec) ..
الكابلات المحوريةCoaxial Cable : تتمثل في الأسلاك متعددة المحور، وتنقسم الى قسمين رئيسين هما الكابل المحوري ذو الحيز الأساسي، ويستخدم للارسال العادي للبيانات، كما يستخدم في ربط الحاسبات من 12الى 15 كلم وهو سهل التركيب وصيانته غير مكلفة غير أنه غالي التكلفة ومحدود المسافة، أما القسم الثاني فهو الكابل المحوري ذو الحيز العريض، وهو يستخدم لنقل المعلومات على مسافات أطول من 15 كلم، ويتميز بإنخفاض الشويش والتداخل، سرعة نقل المعلومات تصل إلى(100 Mega byte/Sec) ،غير أنه صعب التركيب وغالي الثمن.
كابلات الألياف البصرية Fiber optics: تتكون من خزمة من المواصلات الزجاجية المصنوعة من السيليكون النقي والقادرة على نقل الضوء، وتستخدم أنواع عديدة من الألياف البصرية أهمها الألياف الزجاجية أحادية النمط التي تستطيع أن نمقل 160 مليون مكالمة هاتفية و 80 ألف قناه تلفزيونية في أن واحد لمستخدم النظام الرقمي. [9]
2ـ الوسائط اللاسلكية: وهي التي تستخدم موجات النقل مثل:
الميكرويف Microwave: وهي تستخدم لبث الصوت والمعلومات الصوتية عبر الموجات الالكترومغناطسية مع استخدام محطات تقوية تلتقط هذه الموجات ثم تعيد بثها بعد تقويتها مما يسمح بنقلها الى مسافات بعيدة والميكرويف عبارة عن موجات قصيرة ذات نطاق ترددي واسع، و من ثم فإنها تتميز بالسعة والسرعة الفائقة قي حمل ونقل المعلومات.
الأقمار الصناعية Satellites: تستخدم الأقمار الصناعية محطات أرضية لبث وتوزيع وإلتقاط البيانات والمعلومات الصوتية والمرئية عبر الأثير أو عبر الفضاء.
وبالطبع فإن السعة ودرجة الوضوح في هذا النوع من وسائط الإتصال تتفوق على جميع[10] الوسائط الأخرى.
أنواع الشبكات
ويمكن تصنيف الشبكات على النحو التالي:
1ـ حسب شكلها وتركيبها:
طبقا لمعيار التركيبي البياني أو كما يسمى النمط الهندسي لبنية الشبكات والذي يقصد به شكل أو هيكل الحاسبات الآلية والوحدات الطرفية التي تضمنها شبكات الحاسبات توجد ثلاث أنواع رئيسة من الشبكات وهي:
· شبكة النجمة.
· شبكة الحلقات.
· شبكة المستقيم أو[11] الناقل.
وسوف نشير لكل منها فيما يلي:
· شبكة النجمة: « Star Network »:
وهي من أوائل الشبكات التي ظهرت في هذا المجال، وقد سميت بهذا الإسم لأن شكلها يشبه النجمة حيث يكون الحاسوب الرئيسي في الوسط والحاسوب الآخر حوله ومرتبط به، وهي من أبسط الشبكات حيث يعمل الحاسب المركزي كنظام تحكم يتم من خلاله السيطرة على كافة أنواع الإتصالات [12]
بمعنى أن جميع الاتصالات تمر من خلاله ولذلك فإن عمل الحواسيب والمحطات الطرفية يتوقف عليه وهذه الشبكات تناسب المنظمات التي تحتاج إلى تحكم وتوجيه العمليات في فروعها الموزعة من خلال المركز الرئيسي. [13]
ومشكلة هذا الشكل من الشبكات هو هشاشة العقدة المركزية لأن كل الاتصالات تمر منها في حالة توقفها عن العمل تتوقف كل الشبكة كما يمكن أن يحدث مشكل الاكتظاظ [14](saturation) في ساعات الذروة.
· شبكة الحلقية « Ring Network »:
تتكون الشبكة الحلقية من عدد من الحواسيب Pc computers ولا يوجد في هذا النوع من الشبكات حاسوب مركزي وإنما تكون جميع الحواسيب في مركز المنظمة وتتشارك في المعلومات على قدم المساواة وتتصل هذه الحواسيب فيما بينها مباشرة وبشكل متتالي على شكل حلقة عن طريق أسلاك توصيل من نوع wire cable optical fiber بحيث تشكل دائرة مغلقة تعمل على مرور البيانات عبر هذه القنوات من حاسوب إلى آخر وتتدفق دائمًا باتجاه واحد ونظرا لعدم و جود server في هذه الشبكة فإن تعطل أي حاسوب سيأثر على بقية الحواسيب.
يستخدم هذا النوع من الشبكات في المنظمات التي لا تحتاج الى تحكم مركزي لفروعها الموزعة مثل المنظمات العسكرية وتعتبر الشبكة الحلقية ring Network ذات موثوقية أكثر نوعًا مَا من الشبكة النجمية لعدم وجود تصادم في المراسلات بين الأجهزة المستخدمة. [15]
· شبكة المستقيم أو الناقل « bus Network »:
تصميم الشبكات الخطية يعتبر الأبسط و ربما الأكثر شيوعا في الشبكات المحلية، يقوم تصميم هذا النوع من الشبكات بتوصل الحواسيب في صف واحد على طول سلك يسمى « segment » وتعتمد فكرة هذا النوع من تصاميم الشبكات على ثلاثة أمور:
1ـ إرسال الإشارة (signal).
2ـ إرتداد للإشارة.
3ـ الموقف (terminateur) ..
مشكلة هذا النوع من الشبكات أنه في حالة إرسال أكثر من حاسوب بيانات في نفس الوقت فسيحدث ما يطلق عليه تصادم لهذا يجب على كل حاسوب انتظار دوره في إرسال البيانات[16] على الشبكة.
2 ـ حسب المعيار المكاني:
بالاعتماد على المعيار المكاني يمكن التفرقة بين ثلاثة أنواع من الشبكات:
· الشبكة المحلية (lan) Area Network Local
يعرف معهد مهندسي الالكترونيات والكهرباء الامريكي Institute of Electrical and Electronic Engineering (I EEE) بأنها عبارة عن" نظام اتصالات للبيانات ـData communication ـ يسمح لعدد من الأجهزة المستقلة بالاتصال كل مع الآخر في حيز محدد ومن خلال قنوات اتصال فيزيائية وبمعدل مرور بيانات ..
تستخدم شبكة المناطق المحلية (lan) بصورة واسعة في أنشطة الأعمال الصغيرة أو في أقسام منظمات الأعمال الكبيرة والتي تساعد الشبكة في إشراك العاملين بالأجهزة والبيانات والبرامج وتعمل على تحقيق عمل جماعي أكثر كفاءة وفعالية.
وتستخدم هذه الشبكة عادة في توصيل الحواسيب الشخصية في إحدى المكاتب بالطابعات المشتركة وغيرها من موارد نظام الحاسوب كما وتستخدم في نقل كميات من البيانات وأداء وظائف أخرى تتطلب سرعة في الإنتقال مثل انتقال الفيديو والرسوم والبيانات.
وتعتبر هذه الشبكة مكلفة نسبيًا وغير مرنة حيث تتطلب توصيلات جديدة من الأسلاك في كل مرة يتم تحريكها من مكان إلى مكان آخر في المنظمة .. [17]
· الشبكة الواسعة (Wan) Wide Area Network :
ظهر هذا النوع من الشبكات في التسعينات من القرن الماضي وتتمثل في تلك الشبكات التي تغطي منطقة جغرافية واسعة وتكون تحت إدارة واحدة وبالتالي فإن هذه النوعية من الشبكات تعتمد على قنوات الإتصال اللاسكي أو غير المحدودة كالأقمار الاصطناعية والموجات القصيرة [18] وقد تبين لنا إمكانية ربط شبكات النطاق المتسع (Wan) شبكات النطاق المحدودة. [19]
· شبكة المدينة (Man) Mtropolitan Area Network:
شبكة المدينة أو شبكة ميتروبوليتان تمتد على مساحة أكبر من مساحة الشبكة المحلية ويمكن أن تربط بين عدد من الشبكات المحلية (lan) [20] فهي يمكن أن تشمل مدينة كاملة أو مجموعة مدارس على مسافة تتراوح بين 20 الى 100 كيلومتر مستخدمة الألياف الضوئية كوسيط اتصال.[21]
المراجع/
[1] محمد محمد الهادي، تكنولوجيا الاتصالات وشبكات المعلومات، المكتبة الأكاديمية، القاهرة، 2001، ص 130.
[2] عدنان عواد الشوابكة، دور نظم وتكنولوجيا المعلومات في اتخاذ القرارات الإدارية، مرجع سبق ذكره، ص 211.
[3]Jean Bril Man ,les meilleures pratique du managment, les éditions d’organisation , paris France, 2001,p 412.
[4] محمد محمد دياب، معجم مصطلحات نظم و تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الدار الجامعية للنشر، القاهرة مصر، 1995، ص 120
[5] علاء عبد الرزاق السالمي، تكنولوجيا المعلومات، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 2010، ص206.
[7] فريدة بوعلي وحكيمة فوضيل، دور تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تحسين الاتصال الداخلي، دراسة حالة اتصالات الجزائر،مرجع سبق ذكره،ص 37.
[8] لمين علوطي، أثر تكنولوجيا المعلومات والاتصال على ادارة الموارد البشرية في المؤسسة، مذكرة منشورة، 2008، جامعة الجزائر، ص ص 224-225 .
[13] Pascal Vidal ,Philippe planeix « systemme d’information », organisationelles pearson edidtion ,Paris 2005,P :110.
[15] نور الدين الشاخ، دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحسين تنافسية المؤسسة، رسالة ماجستير منشورة ،2010 جامعة الجزائر، ص85.
[17] محمود محمود عفيفي، التطورات الحديثة في تكنولوجيا المعلومات، دار الثقافة للنشر و التوزيع، القاهرة، 2006، ص37.
[18] طارق طه ، نظم دعم القرارات في البيئة العولمة والانترنيت، دار الحرمين للنشر و التوزيع ، الاسكندرية ، 2006، ص491
[19] علاء الدين عبد القادر الجنابي وعامر ابراهيم قنديلجي، نظم المعلومات الإدارية، دار المسيرة، عمان ، 2005، ص 335.
[20] سميرة رابح بوعشة، الدعوة الاسلامية عبر الانترنيت، رسالة ماجستير منشورة،2008، جامعة الأمير عبد القادر، قسنطينة، ص 32.
تعليقات
إرسال تعليق