القائمة الرئيسية

الصفحات

دور تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تحسين الإستراتيجية الاتصالية

مدونة علوم الإعلام والاتصال

 

 

تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المؤسسة الجزائرية

نجد في أغلب المؤسسات الاقتصادية الجزائرية هذه التجهيزات - الحديثة - ولكن دون توفر ما يكملها خاصة من جانب الكفاءات الضرورية لاستعمالها و حتى البرامج الجيدة المناسبة للظروف والتقنيات الحالية، وكذلك دون توفر التنظيم الاجتماعي الضروري، أي هناك غياب الاهتمام والجدية في استعمالها والوعي الحقيقي لأهدافها فرغم أن تاريخ إعلام آلي في الجزائر يعود إلى 1969 إلا أن هذا المجال بمؤسساتنا يبقى بعيدًا عن الشيء المطلوب، إذ أن الأنظمة المعلوماتية المتوفرة المتميزة بالكلاسيكية التي أدخلت منذ سنوات سابقة تعتبر ثقيلة ونتائجها غير جيدة، أما الأنظمة الحديثة فأغلب المؤسسات تمتلك أجهزة إعلام آلية حديثة Systèmes d’information) informatisés   ) بشكل تام لا يخرج استخدامها عن إعداد الأجور، الاستثمارات، الميزان الشهري، تقييم الجرد للمواد..

وبالرغم من وجود هذه التكنولوجيات إلا أنه لا تزال المؤسسات تقوم ببعض الأعمال اليدوية بدل استخدام الإعلام الآلي ويرجع البعض سبب ذلك إما لعدم الحاجة إليها والبعض الآخر قد تخلى عنها بعد أن حاول تطبيقها سابقا – بتصرف.

ولا يمكن تفسير هذه الظاهرة في جزء كبير منها إلا ب:


1.    سوء فهم أهمية هذه الوسائل ودورها في التسيير الحديث.

2.    ضعف التكوين والكفاءة لدى المسئولين خاصة في المستويات المتوسطة والعليا من الإدارة رغم وجود إمكانيات إعادة الرسكلة والتكوين في البعض من المؤسسات وخاصة التي لديها معاهد تكوين تابعة لها.

3.    ضعف الاهتمام بهذه الوسائل قد يعود في جزء منه إلى عدم فعالية هذه التجهيزات أمام أنماط التسيير السابقة.

4.    التظاهر بعدم الحاجة إلى هذه الوسائل والذي يكون مرده إلى رفض التغير لدى المعنيين وهو نوع من رفض التكنولوجيا في التسيير لأسباب يمكن أن تعود إلى بعض ما سبق.

ولكل هذا لوحظ في العديد من المؤسسات الاقتصادية الجزائرية أن عملية شراء واستيراد أجهزة الإعلام الآلي وتشغيل إطارات ومستعملي هذه الأجهزة كلها أصبحت كموضة لتغيير وتحسين الديكور في مكاتب المسئولين وبعض المصالح ومصدر للتسلية في العديد منها،دون وعي بالتكلفة الضائعة في ذلك دون استفادة إلا بما تتحمله تكاليف وميزانيات هذه المؤسسات من ثقل في الأعباء والديون. [1] 

واقع الاتصال في المؤسسة الاقتصادية الجزائرية

نظرا لأهمية الاتصال في عصرنا الحالي ودوره الفعال في جميع العمليات الإدارية سعت المؤسسة الاقتصادية الجزائرية إلى التركيز بشكل كبير على هذه السياسة وذلك بالحرص على وضع مخططات اتصالية مرنة، يمكن تكيفها مع مستجدات لا تدعم فقط الاتصال الخارجي بل كذلك اتصال الداخلي رغم ما تعانيه من مشاكل اتصالية أهمها:

§       تحول المؤسسات الجزائرية إلى حقل للتجارب نتيجة عجزها عن العقلنة في التسيير وتحقيق الكفاءة الاتصالية اللازمة في التسيير الناجح.

§       عدم تخصص معظم إطارات المؤسسات في مجال الاتصال إذ أن القرارات الأساسية المحددة للسياسة الاتصالية ليست من اختصاص القائمين بالاتصال على الإطلاق بل هي قرارات سياسية قانونية بالدرجة الأولى.

§       يلاحظ أن الاتصال الداخلي للمؤسسة الجزائرية يميل إلى أن يكون أحادي الاتجاه، ووسائل اتصالها الداخلية غالبا ما تقتصر على التعليمات والمذكرات والاجتماعات التي تعطى فيها الأوامر والتوصيات في غالب الأحيان شفويا، معظم المؤسسات الجزائرية لا تصدر جريدة إعلامية كما أنها لا تعتمد على الأنظمة المعلوماتية الحديثة.

§       لا تزال عملية حجز المعلومات واحتكارها شائعة في أغلب المؤسسات الجزائرية لاعتبار تلك البيانات والمعلومات ملكية شخصية وليست مؤسسية.

§       انعزال العمال في الصف الأول للمؤسسة عن المصالح الإدارية العليا مما أدى إلى فجوة اتصال وتفاهم مشترك فيما بينهم. [2] 

دور تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تحسين الإستراتيجية الاتصالية

في عملية إعداد الخطة الإستراتيجية يلعب الاتصال في عملية إشراك العمال وبمختلف الإداريين الوسيطين دورا أساسيا من خلال عدة إمكانيات مثلا: بالاتصال الرأسي الصاعد وما يقدمه من آراء وتقارير عند إعداد الخطة وبالاستشارة والحوار بين أصحاب القرار والعمال  والمشرفين المعينين ويمتد دور الاتصال إلى مرحلة تنفيذ الخطط وتوجيه الأعمال وإعطاء الأهمية والاهتمام اللازم بالعامل البشري حتى يحس بالرضا والانتماء إلى المؤسسة مما يجعله يساهم بشكل ايجابي في تنفيذ الخطة الإستراتيجية بعد أن ساهم في إعدادها.

وعلى اعتبار أن المكلفين بوضع الإستراتيجية الاتصالية بحاجة إلى المعلومة كأهم عنصر في جميع مراحل بناء الإستراتيجية من مرحلة التخطيط إلى مرحلة الأخيرة وهي التنفيذ والمتابعة     والتقييم.

فالاتصال أصبح يقوم على جمع، تحليل، تسيير وتوزيع كل المعلومات النافعة للمؤسسة والمساعدة على فهم السوق،قياس الجمهور المستهدف، الوسائل التي ينبغي توفيرها لتحسين المردودية كما يقوم على تنوير المؤسسة بطبيعة الوضع التنافسي، ويعتبره البعض الآخر على أنه عقلية جديدة في حياة المؤسسات الحديثة والتي تعرف بقيمة المعلومة كعامل محدد لمكانتها وتواجدها في الوضع التنافسي، وهذا ما يسمح لنا من القول بأن المؤسسة الحدثية قد خرجت من قوقعتها التقليدية متجهة إلى استخدام كل ما يسمح بتسريع ديناميكية التسيير والاستفادة من المعلومة بأقل التكاليف وأقصر وقت ممكن – ولن يتحقق ذلك إلا بمواكبة آخر تكنولوجيات المعلومات والاتصال- 

فهذه الأخيرة تعمل على الجمع السريع للمعلومات وتوزيعها على أوسع نطاق لأن قدرة النسق مرتبطة وإلى حد كبير بقدرته على التبادل، ويعني ذلك قدرته على تسيير تدفق المعلومات بين مرسل ومستقبل – وإن كنا هنا نعنى بالقائم على وضع الإستراتيجية الاتصالية وبين جمهور المؤسسة الداخلي والخارجي - بطريقة وجيهة وبفعالية أكبر هذا التبادل الذي يسمح بدوره بالتنسيق، التوجيه، التصحيح وكذا المراقبة لمختلف المهام التي تقوم بها المؤسسة.

ومن هنا وجب استخدام هذه التكنولوجيات الحديثة لما تقدمه من سرعة وكفاءة في التواصل بين المؤسسات والعاملين فيها والعملاء والموردين بغض النظر عن المسافات واختلاف التوقيت وبهذا فهي تساهم في إنجاح المخططات الاتصالية بداية من تسهيل عملية بناءها إلى تنفيذها. [3] 

اقرأ أيضا:

تكنولوجيا المعلومات والاتصال (مفاهيم)

دور الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والاتصال في ظهور الاقتصاد المعرفي 

دور تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المؤسسة الاقتصادية

سمات وأهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصال

أثر تكنولوجيا المعلومات والاتصال على المؤسسات الاقتصادية



[1] ناصر دادي عدوان، الاتصال ودوره في كفاءة المؤسسة الاقتصادية دراسة نظرية وتطبيقية، دار المحمدية العامة، الجزائر، النشر، ص ص 167-169.

[2] صبرينة رماش، الفاعلية الاتصالية في المؤسسة الاقتصادية الجزائرية، اطروحة دكتوراه منشورة،2009، جامعة منتوري قسنطينة، الجزائر، ص ص 222-225.

[3] ناصر دادي عدوان، الاتصال ودوره في كفاءة المؤسسة الاقتصادية دراسة نظرية وتطبيقية، مرجع سبق ذكره، ص ص 109-110.

 


مواضيع ذات صلة/

بحث حول المؤسسة الاقتصادية.

الاستراتيجية الاتصالية.

المؤسسة الاقتصادية الجزائرية.

تعليقات

التنقل السريع