مفاهيم حول تكنولوجيا المعلومات والاتصال
تمهيد:
شهد العقد الأخير من القرن الحادي والعشرين تقدمًا هائلاً في مجال التكنولوجيا عامة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات خاصةً، حيث ساهمت في بناء مجتمع متطور، أين تم الانتقال من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات الذي يتخذ من المعرفة والتقنية مرتكزًا له، هذا التحول جعل الاقتصاد العالمي يستفيد من السرعة والفعالية التي توفرها له، فما يميز النشاط الاقتصادي الجديد هو الإنتاج غير المادي (المعلومات) ..
فغذى الصراع الجديد هو الوصول السريع إلى المعرفة وامتلاك طُرق تداولها وتحليلها من أجل اتخاذ قرارٍ سليم مبني على الدقة والتحليل .. هذا ما وضع المؤسسات خاصة الاقتصادية منها أمام تحدي امتلاك تكنولوجيا المعلومات والإتصال، لتحقيق إستدامة تنافسية، حيث توفر لها هذه التكنولوجيات إمكانية تجميع وتخزين ومعالجة واسترجاع كمية هائلة من البيانات والمعلومات، تتميز بدرجة عالية من الدقة لا يمكن توفيرها بالطرق اليدوية، كما تساعدها على تحسين الأداء واتخاذ القرارات في الإدارة بناءً على ما يتوفر من البيانات الصحِية خاصةً فيما يتعلق بوضع الخطط والاستراتجيات ..
مدخل مفاهيمي لتكنولوجيا المعلومات والإتصال
تكنولوجيا المعلومات:
إن التطور الهائل في العصر الحديث الذي يتمثل في عصر إنفجار المعلومات و بروز المعرفة تعجز العقول البشرية عن اللحاق به، فالتطورات الهائلة والمتراكمة في الأنشطة والبرمجيات وبنوك المعلومات وشبكات الأعمال بحاجة إلى الذكاء الإصطناعي لتنظيم الكم الهائل من المدخلات، تبويبها وتحليلها ثم تخزينها وإعادة إستخدامها كمخرجات.
استطاعت تكنولوجيا المعلومات الحديثة أن توجد ما يطلق عليه حاليا اقتصاد المعلومات، حيث انتهى عصر الإقتصاد الذي يعتمد على الصناعة، لأن المعرفة اليوم هي مفتاح النمو الإقتصادي في العصر الحديث . [1]
مفهوم التكنولوجيا:
يشير مفهوم التكنولوجيا الى المعلومات أو الأساليب التي يتم من خلالها تحويل المدخلات في أي نظام الى مخرجات كما يشير هذا المفهوم الى المعرفة الفنية كجزء أساسي من التكنولوجيا.[2]
* يجب التميز هنا بين التقنية " Technique " و التكنلوجيا "Technologie " فالتقنية هي " كيفية التصرف، طريقة أو فعل مجسد عن طريق تجميع خاص لعناصر ( مورد، معرفة، حركة، يد عاملة ...الخ ) والتي تسمح بتحويل المواد الأولية إلى منتج، فالتقنية تعمل على مزج عناصر المعرفة الخاصة بميدان ما، بغية اتخاذ شكلها النهائي كمنتج.
أما التكنولوجيا فيقصد بها المعرفة المنهجية للتقنية، وهي مجموع المعارف العلمية والتقنية التي يجب أن تتحكم بها من أجل تشكيل الأهداف، فالتكنولوجيات تتطور وفق العلوم والتقنيات، فهما متلازمتان وتنتشر بفعل إنسياق السريان العادي أو التقليدي".[3]
ومن خلال التعريفين نخلص إلى أن الفرق بين التقنية والتكنولوجيا يكمن في أن التقنية معناها أقرب ما يكون إلى إتقان التطبيق عمليًا وليس علميًا، في حين أن كلمة تكنولوجيا هي الكلمة التي تستخدم للإشارة الى المبادئ العلمية والعمليات المعقدة التي تهدف إلى تطوير التطبيق بشكل مستمر.
وبهذا فمفهوم التكنولوجيا مفهوم شامل يحتوي التقنية في حد ذاتها التي هي جزء لا يتجزأ منه، ليأتي التكامل بينهما لضمان سير العملية بفعالية سواء كانت عملية إنتاجية أو إتصالية.
مفهوم المعلومات
يعرفها "عبد الهادي بوعزة": "بأنها نتائج التفسيرات أوالتعديلات والتي عادة ما تأخذ شكل تقرير مركب من هذه البيانات من أجل استخدامها الإستخدام الأمثل" .. [1]
كما أنها تعرف بأنها: "مجموعة من البيانات المنظمة والمنسقة بطريقة توليفية مناسبة، بحيث تعطي معنى خاص وتركيبة متجانسة من الأفكار والمفاهيم تمكن الإنسان من الإستفادة منها في الوصول إلى إلمعرفة و اكتشافها ".
المعلومات والبيانات والمعرفة (Data. Information and Knowledge):
1. البيانات Data : هي مواد وحقائق خام أولية Raw facts ليست ذات قيمة بشكلها الأولي هذا مالم تتحول الى معلومات مفهومة ومفيدة، فالمعلومات هي البيانات الي تمت معالجتها وتحويلها إلى شكل له معنى.
2. المعرفة Knowlrdge: والمعلومة عادة تقودنا إلى المعرفة والتي قد تكون معرفة جديدة مبتكرة لا نعرف عنها شيئًا من قبل، أو أن تضيف شيئًا يوسع من معارفنا السابقة أو يعدل منها.
فمصطلح المعلومات مرتبط بمصطلح البيانات من جهة وبمصطلح المعرفة من جهة أخرى و إن المعرفة هي الحصيلة المهمة والنهائية لإستخدام و إستثمار المعلومات من قبل صناع القرار والمستخدمين الآخرين الذين يحولون المعلومات إلى معرفة وعمل مثمر يخدمهم ويخدم مجتمعاتهم .[2]
مفهوم تكنولوجيا المعلومات
يعرف قاموس ماكميلان (Macmillan) تكنولوجيا المعلومات: بأنها عبارة عن معالجة وتخزين وبث المعلومات ملفوظة، مصورة، ثنائية أو رقمية بواسطة مزيج من الحاسوب الإلكتروني والإتصالات السلكية و اللاسلكية، يعمل على أساس الإلكترونيات الدقيقة. [1]
تعرفها منظمة اليونيسكو على أنها: " تطبيق تكنولوجيات الإلكترونية ومنها الحاسب الآلي، الأقمار الصناعية وغيرها من التكنولوجيات المتقدمة لإنتاج المعلومات التناظرية والرقمية وتخزينها وإسترجاعها و توزيعها ونقلها إلى مكانٍ آخر. [2]
ويعرفها الصباح عبد الرحمان: بأنها مجموعة من الأجزاء المرتبطة ببعضها البعض حيث تشتمل على أساليب المعالجة السريعة للمعلومات باستخدام الحاسوب و تطبيق الأساليب الإحصائية والرياضية في حل المشكلات ومحاكاة التفكير من خلال برامج الحاسوب.[3]
يشير مصطلح تكنولوجيا المعلومات إلى مجموعة من العناصر والقدرات التي تستخدم في جمع البيانات والمعلومات وتخزينها ونشرها بإستخدام تكنولوجيا الحاسبات والإتصالات بسرعة عالية وكفاءة لإحداث شيء مفيد يساعد على تطور المجتمعات، وقد غيرت تكنولوجيا المعلومات من نظام الإنتاج الخاص بالثورة الصناعية بالقرن الثامن عشر، من حيث حجم وجود شكل المنتج الذي يمكن تعديله بناءً على طلب الزبون لمواكبة التطورات والتقنيات الجديدة.
مفهوم تكنولوجيا الإتصال
عرفها المعجم الإعلامي: بأنها مجمل المعارف والخبرات المتراكمة والمتاحة والأدوات والوسائل المادية والإدارية والتنظيمية، المستخدمة في جمع المعلومات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها ونشرها وتبادلها أي توصيلها إلى [1] الأفراد والمجتمعات" ..
يرى ربن وبرنت تكنولوجيا الإتصال بأنها: "أي أداة أو وسيلة تساعد على إنتاج وتوزيع أو تخزين أو إستقبال أو عرض البيانات".
كما يمكن تعريفها بأنها: "الآلات والأجهزة الخاصة أو الوسائل التي تساعد على إنتاج المعلومات وتوزيعها واسترجاعها وعرضها " .[2]
ويشير مصطلح تكنولوجيا الإتصال إلى مجموعة من التكنولوجيات التي تعمل على تسهيل الإتصال بين الأفراد أو الجماعات الذين يتواجدون في آماكن مختلفة وتندرج تحتها مجموعة أنظمة مثل الهاتف والتلكس والفاكس والراديو، والتلفزيون، والفيديو، بالإضافة الى تقنيات الحاسب بما في ذلك تبادل البيانات الإلكترونية والبريد الإلكتروني.
علاقة تكنولوجيا المعلومات بتكنولوجيا الإتصال
إن تكنولوجيا الإتصال كثيرًا ما تتداخل مع مصطلح آخر وهو تكنولوجيا المعلومات، هذا ما يجرنا لتحديد العلاقة بينهما:
يرى "نبيل علي" أن تكنولوجيا الإتصال رافد وممر لتكنولوجيا المعلومات على أساس أن المادة الخام لتكنولوجيا المعلومات هي البيانات والعلومات والمعارف، و أدواتها الأساسية بدون منازع هي الكومبيوتر وبرمجياته التي تستهلك طاقة حسابية في تحويل هذه المادة الخام الى سلع وخدمات معلوماتية.
بينما يرى "سعد لبيب" أن تكنولوجيا الإتصال وتكنلوجيا المعلومات هما و جهان لعملة واحدة على أساس أن ثورة تكنلوجيا الإتصال قد سارت على التوازي مع ثورة تكنولوجيا المعلومات التي كانت نتيجة لتفجر المعلومات وتضاعف الإنتاج الفكري في مختلف المجالات، و ظهور الحاجة إلى تحقيق أقصى سيطرة ممكنة على فيض المعلومات المتدفقة.
وبناءً على ما سبق فإنه لا يمكن الفصل بين تكنولوجيا المعلومات والإتصال، فقد جمع بينهما النظام الرقمي وارتبطت شبكات الإتصال مع شبكات المعلومات وبذلك فقد انتهى عهد استقلال نظم المعلومات عن نظم الإتصال وتطور كل منهما[1] وجاء عهد جديد بمصطلح يجمع بينهما يدعى تكنولوجيا المعلومات والإتصال الذي سنتطرق لمفهومه ..
مفهوم تكنولوجيا المعلومات والإتصال
يعرفها معجم تكنولوجيا المعلومات والإتصال بأنها: "تشمل كل عمليات جمع وتخزين ومعالجة وبث البيانات (نصوص، صوة، صورة) وهي تتكون من عدة عناصر كالعتاد وقواعد البيانات وشبكات الإتصالات" ..[1]
كما يعرفها Rowleyبأنها: جمع ومعالجة وبث بإستخدام المعلومات ولا يقتصر ذلك على التجهيزات المادية (Hardware) أو البرامج (Soft ware) ولكن بتصرف كذلك إلى أهمية دور الإنسان وغاياته التي يرجوها من تطبيق واستخدام تلك التكنولوجيات والقيم والمبادئ التي يلجأ إليها لتحقيق خبراته ".[2]
ويعرفها Kenneth laudon و Jane laudon على أنها : أداة من أدوات التسيير المستخدمة والتي تتكون من خمسة مكونات وهي :
- العتاد المعلوماتي .
- البرمجيات .
- تكنولوجيا التخزين.
- تكنولوجيا الاتصالات[3].
جدول بعنوان: مفاهيم تكنولوجيا المعلومات والإتصالات
التصنيف | مفهوم تكنولوجيا المعلومات والإتصال |
المجموعة 1: المفاهيم التي ترتكز على الأجهزة التي تشملها تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات. | ـ يعرف التقرير الاقتصادي الدولي الذي يصدره صندوق النقد الدولي تكنلوجيا المعلومات و الإتصالات بأنها: " تتضمن الحاسبات الآلية والبرامج الجاهزة ومعدات الإتصال عن بعد". ـ يعرفها البعض على أنها "مزيج من الصناعات المترابطة وهي صناعة المكونات المادية للحاسب الآلي وصناعة البرامج الجاهزة وصناعة الخدمات مثل خدمات الشبكات وصيانة الأجهزة المادية". ـ تعرف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كذلك على أنها: "تقنيات المعلومات المستخدمة في جميع المجالات بدءً من التجهيزات والبرمجيات وصولاً الى التقنيات المستخدمة في مجال الاتصالات". ـ ويرى آخرون أن تكنولوجيا المعلومات والإتصال هي: "نظم الحاسب التطبيقية التي تتضمن كل من الأجهزة المادية للحاسبات والبرامج الجاهزة وشبكات الإتصال عن بعد والتي توجد في بيئة الأعمال". |
المجموعة 2: المفاهيم التي ترتكز على الأنشطة التي بها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دون الإشارة إلى الأجهزة التي تستخدمها. |
ـ يرى البعض أن مفهوم تكنولوجيا المعلومات والإتصالات تتمثل في "معالجة، تخزين، إرسال، عرض، إدارة، تنظيم وإسترجاع المعلومات". |
المجموعة 3: المفاهيم التي ترتكز على تكنولوجياالمعلومات والإتصالات والأنشطة التي تقوم بها. |
ـ تعرف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأنها: "مكونات الحاسوب الآلي والبرامج الجاهزة التي تستخدم في جمع ونقل ومعالجة وتوزيع البيانات في المنظمة". ـ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي: " التكنولوجيا المبنية على الإلكترونيات التي يمكن أن تستخدم في جمع ومعالجة هذه المعلومات في حزم متكاملة ومن تم الوصول الى المعرفة". ـ وهناك من يرى أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يقصد بها: "تطبيق النظم التكنولوجيا الحديثة في معالجة المعلومات وإرسالها، وتخزينها بسرعة ودقة وكفاءة ومن أهم هذه النظم التكنولوجيا: تكنولوجيا تفصيل البيانات، تكنولوجيا الإتصال عن بعد، تكنولوجيا الحاسبات الآلية، البرامج الجاهزة". ـ ويرى البعض أن تكنولوجيا المعلومات والإتصالات تنطوي على كل أشكال التكنولوجيا المستخدمة في خلق وتخزين وتبادل وإستخدام المعلومات في أشكالها المختلفة: ( بيانات المنظمة، وعروض الوسائط المتعددة الأخرى) .. |
المجموعة 4: المفاهيم التي تركز على الأجهزة و الأنشطة والعنصر البشري في آنٍ واحِد . |
ـ تتضمن تكنولوجيا المعلومات والإتصالات جميع أنظمة المعلومات بالمنظمة المبنية على تكنولوجياالمعلومات والإتصالات وكذلك جميع المستفدين منها. |
اقرأ أيضا/ سمات وأهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصال
[1] عبد الناصر الحبوشي، فاعلية نظم تكنولوجيا المعلومات من وجهة نظر المستفيد في المؤسسة الإقتصادية الجزائرية، رسالة ماجستير غير منشورة ، 2011، كلية العلوم الاقتصادية وعلم التسيير جامعة سعد حلب، البليدة الجزائر، ص 73.
[2] حسين محمد أحمد عبد الباسط ، التطبيقات والأساليب الناجحة لإستخدام تكنولوجيات الاتصال و المعلومات في تعليم وتعلم الجغرافيا، مجلة التعليم بالأنترنت جمعية التنمية التكنولوجيا والبشرية، العدد 5، 2005، ص 3.
[3] شادلي شوقي، أثر استخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصال على أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، رسالة ماجستير غير منشورة تخصص تسيير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، 2008، كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية، جامعة ورقلة، الجزائر، ص 12.
[1] حورية بولعويدات، استخدام تكنولوجيا الإتصال الحديثة في المؤسسة الإقتصادية الجزائرية، مذكرة ماجستير منشورة في الإتصال والعلاقات العامة، 2008، جامعة منتوري قسنطينة، الجزائر، ص ص 22-23.
[1] محمد منير حجاب، المعجم الإعلامي، دار الفجر، القاهرة، 2004، ص 166.
[2] حسن عماد مكاوي، تكنولوجيا الإتصال في عصر المعلومات، ط2، دار المصرية اللبنانية، القاهرة، 1997، ص 63.
[1]Dennis longiey et Michael shain, Dictionnaire de la technologie de l’information Macmillan press, 2ème édition, London, 1985.
[2] إيناس بوسحلة وسمية هادفي، الملتقى الوطني الثاني حول الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في التعليم العالي، 2014، الجزائر، ص 648.
[3] عدنان عواد الشوابكة، دور نظم وتكنولوجيا المعلومات في إتحاذ القرارات الإدارية ، مرجع سبق ذكره، ص 167.
[1] عدنان عواد شوابكة، دور نظم وتكنولوجيا المعلومات في إتخاذ القرارات الإدارية، دار اليازوري، عمان، الأردن، 2011 ، ص 89.
[2] عامر إبراهيم قنديلجي وعلاء الدين عبد القادر الجنابي، نظم المعلومات الإدارية، ط1، دار المسيرة، 2005، ص ص 36-37.
[1] علي حسين و آخرون، الإدارة الحديثة لمنظمات الأعمال البيئية الوظائف والإستراتيجيات، دار الحافظ للنشر، عمان، ص 386.
تعليقات
إرسال تعليق