جدول المحتويات:
1. بطاقة فنية عن الفيلم.
2. تحليل تضميني للمقاطع المختارة من الفيلم.
3. نتائج التحليل.
بطاقة فنية لفيلم "سقوط البيت الأبيض"
طاقم التمثيل:
- جيرارد بتلر بدور مايك بانينج رئيس حرس رئيس الولايات المتحدة.
- آرون إيكهارت بدور رئيس الولايات المتحدة.
- مورغان فريمان بدور مسؤول في البنتاغون و ناب عن الرئيس عندما أخذوه رهينة.
ميزانية الفيلم
قصة الفيلم
يجمع فيلم «سقوط أوليمبوس» بين أفلام الحركة والمغامرات والإثارة، وهو الفيلم الروائي الطويل الثامن من إخراج المخرج الأميركي أنطوان فوكوا، ويشمل رصيد هذا المخرج أيضًا إخراج عدد من الأفلام التلفزيونية والتسجيلية والإنتاج السينمائي.
يستند فيلم «سقوط أوليمبوس» إلى سيناريو للكاتبين السينمائيين كريتون روثنبيرجر وكاترين بينيديكت.
وسنسرد قِصة الفيلم عبر مراحل التالية
الشخصية المحورية في فيلم «سقوط أوليمبوس» رئيس حرس الرئاسة الأميركية السابق في البيت الأبيض مايك باننج (الممثل البريطاني جيرارد بتلر) يتم نقله للعمل في وزارة المالية إثر تعرض سيارة الرئيس الأميركي بنجامين آشر (الممثل أرون إيكارت) لحادث أدى إلى مقتل زوجته مارجريت (الممثلة آشلي جاد).
وبعد عام ونصف العام تقوم مجموعة كورية شمالية إرهابية بقيادة كانج يونسانك (الممثل ريك يون) بشن هجوم على البيت الأبيض واحتجاز الرئيس الأميركي مع مجموعة من كبار المسئولين، خلال اجتماعهم مع رئيس وزراء كوريا الجنوبية لي تاي – وو.
تشتمل أهداف الإرهابي الكوري الشمالي من إحتجاز الرئيس الأمريكي كرهينة هو إرغام الولايات المتحدة على سحب قوتها من شبه الجزيرة الكورية وتوحيد جزئي كوريا وتفجير المنشآت النووية الأمريكية لتدمير الولايات المتحدة انتقامًا لمقتل والديه.
ينضم بطل الفيلم مايك باننج إلى القوة المدافعة عن البيت الأبيض، خاصة بسبب خبرته السابقة بجميع تفاصيل الموقع، وينجح في إلغاء نظام المراقبة الداخلية للإرهابيين والوصول إلى سماعة الأذن التي يستخدمها الرئيس الأميركي للاتصال برئيس مجلس النواب ألان ترامبول (الممثل مورجانن فريمان) الذي أصبح رئيسا بالوكالة، كما ينجح في تهريب كونور آشر (الممثل فينلي جاكوبسون) ابن الرئيس الأميركي من البيت الأبيض ثم يواصل تصفية الإرهابيين واحدًا تلو الآخر.
في غضون ذلك يفشل هجوم عسكري أميركي على البيت الأبيض لتحرير الرهائن، ويتم القضاء على جميع أفراده، ويثأر كانج لذلك بقتل نائب الرئيس الأميركي تشارلي رودريجيز (الممثل فيل أوستن)، إلا أن باننج ينقذ وزيرة الدفاع الأميركية روث مكميلان (الممثلة ميليسا ليو) ويتخلص من المزيد من الإرهابيين.
ويتظاهر كانج بأنه قُتل هو والرئيس آشر، ثم يكتشف سر شفرة التفجيرات النووية الأميركية ويحاول تفعيلها قبل أن يحاول الهرب لكن باننج يتخلص من بقية الإرهابيين ويقتل كانج في اشتباك يدوي وينجح في وقف تفعيل التفجيرات النووية.
وتنتهي قصة فيلم «سقوط أوليمبوس» بعودة الهدوء إلى الولايات المتحدة وعودة باننج إلى منصبه السابق كرئيس حرس الرئاسة في البيت الأبيض، فيما يوجّه الرئيس أشر خطابا إلى الشعب الأميركي.
يقدّم فيلم «سقوط أوليمبوس» نموذجًا لأفلام المخرج أنطوان فوكوا التي يقترن معظمها بالموضوعات السياسية والحركة والمغامرات.
ويتميز هذا الفيلم بقوة الإخراج وأداء الممثلين وتطوير شخصيات القصة وبراعة المؤثرات الخاصة والتصوير والمونتاج، كما يتميز بسرعة إيقاع عرض مشاهد الفيلم وعنصر الإثارة والتشويق الذي يشد المشاهد طوال عرض الفيلم، وما تخلل ذلك من تفجيرات وإطلاق نار ومعارك بالسلاح الأبيض.
وقد جنّد المخرج أنطوان فوكوا لهذا الفيلم مجموعة كبيرة من الممثلين المرموقين والقديرين الذين أغنوا الفيلم بالتجسيد الواقعي لشخصياته، وفي مقدمتهم (جيرارد بتلر) في دور بطل الفيلم و(مورجان فريمان وميليسا ليو) الحائزان على جائزة الأوسكار، و(أنجيلا باسيت) المرشحة لجائزة الأوسكار، و(آشلي جاد) المرشحة لاثنتين من جوائز الكرات الذهبية والممثل الأميركي المولد والكوري الأصل (ريك يون) الذي تقمص شخصية الشرير بحساسية وواقعية.
وقال المخرج "أنطوان فوكوا" أنه استعان بالضابط السابق في حرس الرئاسة الأميركية (ريكي جونز) كمستشار فني لفيلم «سقوط أوليمبوس» وبآخرين غيره للاستفادة من خبرتهم ولإضفاء جو من الواقعية على أحداث الفيلم، خاصة فيما يتعلق بظروف شن أي هجوم محتمل على البيت الأبيض.
احتل فيلم «سقوط أوليمبوس» المركز الثاني في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية في أسبوعه الافتتاحي بعد فيلم الرسوم المتحركة «آل كرود» الذي احتل المركز الأول.
2. تحليل تضميني للمقاطع المختارة من الفيلم
لقد حاولنا تقديم قراءة تضمينية لفيلم سقوط البيت الأبيض، من خلال تقسيمه الى 7 مشاهد رئيسية:
المشهد الأول: مشهد الهجوم على البيت الأبيض وبدوره تم تقسيمه الى ثلاث مقاطع :
المقطع 1/ جنريك الفيلم
يبدأ هذا المقطع بعنوان الفيلم "White House Down" أي سقوط البيت الأبيض ويعكس هذا العنوان مضمون الفيلم، يليها منظر لغابة ضخمة من أشجار الصنوبر مع تساقط للثلوج وفي الخلفية موسيقى تعبر عن الحرية والشموخ حيث يعبر المخرج عن أرض أمريكا بلاد الحرية والسيادة والأمن.
المقطع 2/ الهجوم على البيت الأبيض
شكلت لقطات الهجوم على البيت الأبيض أقوى المشاهد التي تضمنها الفيلم وأعنفها في محاولة من المخرج للتأثير على المُشاهد وتهييج مشاعره.
هذه المشاهد تحديدًا تطلبت الكثير من الجهد بحثا عن الإتقان، حيث لجأ المخرج إلى خدمات عملاء سريين عملوا في البيت الأبيض سابقًا، منهم الخبير في مكافحة الارهاب "ريكي برانيت جونز " ومن ضمنها تلك المتعلقة بنوعية الأسلحة والطائرات المستخدمة مثل طائرة Lockheed Hercul c-130 القادرة فعلاً على تدمير كل شيء في طريقها قبل أن يتم اسقاطها، بالإضافة الى تحديد مدة إسقاط البيت الأبيض التي استغرقت 13 دقيقة .
و تضمن هذا المقطع هجوم المجموعة الإرهابية القادمة من كوريا الشمالية باستخدام أسلحة فتاكة ومدمرة، والعديد من التفجيرات بالقنابل والانتحاريين الذين فجروا أنفسهم، واستخدام الأسلحة البيضاء وفنون القتال، تضمن أيضا قتل الآلاف من المواطنين الأمريكيين بلا رحمة و انتشار الهلع والخوف.
وهنا يحاول المخرج إظهار دموية الكوريين الشماليين وخطورتهم على الولايات المتحدة الأمريكية و العالم أجمع، من خلال إبراز العتاد القوي من الأسلحة الذي تحوزه العصابة .
واختيار كوريا الشمالية بالتحديد يكسب قصة الفيلم جوًا واقعيًا، حيث أن كوريا الشمالية تشبه البقعة السوداء على الكرة الأرضية لأنها مغلقة أكثر من أي دولة أخرى.
وينتهي هذا المقطع بعبارة "سقوط أوليمبوس" وهي عبارة سرية يستخدمها حرس الرئاسة الأمريكية في البيت الأبيض للإشارة الى تعرض حياة الرئيس الأمريكي للخطر.
المقطع 3/ سقوط علم الولايات المتحدة الأمريكية
مشهد العلم الأمريكي وهو يتهاوى على البطيء من أعلى البيت الأبيض بعد أن رماه إرهابيون كوريون شماليون، فيما تسمع في الخلفية نشيد حزين من أكثر المشاهد تأثيرًا حاول المخرج من خلاله اللعب على عواطف الأمريكان وغرس لديهم مشاعر الكره والعداء تجاه كوريا الشمالية، فسقوط العلم وهو مخرب بالرصاص يعني سقوط أمريكا والتعدي على شرفها و مكانتها.
المشهد الثاني: اجتماع رئيس أمريكا مع المتحدث بإسم البيت الأبيض Allan Trumbull ..
في هذا المشهد يجتمع الرئيس مع المتحدث بإسم البيت الأبيض و وزراءه، يخبره بطلب وزير كوريا الجنوبية "لي" بإجراء عسكري تهديدي ضد كوريا الشمالية، من خلال هذا المشهد يظهر المخرج موقف العداء الذي تتخذه أمريكا من هذه الدولة، بسبب امتلاكها للنووي وتجاربها الصواريخية، واعتبارها خطرا على جارتها كوريا الجنوبية، هذه الأخيرة التي من واجب أمريكا حمايتها !
يقول الرئيس في ختام المشهد: "شخصيًا أحاول تجنب الحرب" في محاولة لإظهار حرص أمريكا على السلم والأمن في العالم ..
المشهد الثالث: وصول وزير كوريا الجنوبية الى البيت الأبيض و استقباله من طرف الرئيس، يبدأ هذا المشهد بعبارة "اعتذر عن مقاطعة إجازتك" فيرد الرئيس: أرجوك سررت بقدومك، مع موسيقى حماسية ويعكس هذا مدى توفر البيت الأبيض في جميع الأوقات، وبأن قضية الحفاظ على الأمن في العالم من واجب الولايات المتحدة الامريكية ..
يتحدث وزير كوريا الجنوبية عن التهديد الكبير الذي تشكله جارتها الشمالية من خلال قوله: "لديها مليون عسكري يقفون على أقل من 50 كيلومتر من عاصمتنا" ..
المشهد الرابع: رد فعل الرئيس أثناء هجوم الجماعة الإرهابية.
وبدوره قسمناه الى ثلاثة مقاطع:
المقطع 1:
بعد دخول الرئيس ووزراءه الى الحصن داخل البيت الأبيض مع وزير كوريا الجنوبية، تفاجئ الجميع بأن العصابة الإرهابية كانت في فريق الوزير الكوري الجنوبي.
حاول المخرج إظهار براعة الكوريين في الفنون القتالية واستخدام الأسلحة البيضاء وسرعتهم الفائقة، حيث تمكنوا من قتل جميع الحراس ومعهم وزير كوريا الجنوبية في لمح البصر.
يقول زعيم العصابة مبررًا هذا الهجوم قائلا: "أنا أعمل من أجل العدالة لإعطاء الملايين من الرجال، النساء والأطفال الذين يتضورون جوعًا فرصة أكثر من العيش فقط لإنهاء الحرب الأهلية التي بدأتها بلادك منذ عهد طويل .. ومن أجل .. من أجل وحدة وازدهار كوريا "..
حيث حاول المخرج اظهار الحقد الدفين لدى الكوريين تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ورغبتهم في الانتقام، لهذا يتوجب على أمريكا أخذ الحيطة والحذر والوقوف في وجه تجارب كوريا الشمالية النووية.
المقطع 2:
موقف رئيس أركان الجيش:
* رئيس أركان الجيش في حديثه مع رئيس حرس الرئاسة الأمريكية الموجود داخل البيت الأبيض مايك باننج الذي يحاول انقاذ الرئيس قائلاً: "لدي أقوى الرجال في العالم، ولكن ما نحتاج لمعرفته هو كيف يمكننا أن ندخل إلى الحصن" .. وهنا حاول المخرج استهداف قوات الجيش الأمريكي بصفة خاصة من خلال تصنيفهم على أنهم اقوى الرجال في العالم وبعث رسالة إلى جميع الدول بأن أمريكا تمتلك أقوى جيش.
* قدم المخرج رسالة فحواها أن أمريكا هي من تحافظ على الأمن في المناطق المتوترة في العالم، حيث يقول رئيس أركان الجيش للرئيس المؤقت: "إذا سحبنا الأسطول وغادرنا المنطقة منزوعة السلاح، سيول و كوريا الجنوبية كلها ستسقط خلال 72 ساعة سيدي".
وفي هذا إشارة أيضا إلى كون كوريا الشمالية دولة خطِرة تريد الحرب وما يمنعها فقط هو وجود الولايات المتحدة الامريكية .
المقطع 3:
رئيس الولايات الامريكية المتحدة يخاطب زعيم الجماعة الإرهابية: "الولايات المتحدة الأمريكية لا تتفاوض مع الإرهابيين" ..
هنا يحاول المخرج إظهار مكانة أمريكا كدولة لها سيادتها وجيشها لا تسمح بالدخول في مفاوضات مع الإرهابيين، لأن في ذلك استنقاصا من قيمتهَا ..
المشهد الخامس: خطاب الرئيس المؤقت Allan Trumbull..
خرج الرئيس المؤقت على شعب أمريكا القلق والخائف من سقوط البيت الأبيض الذي يفترض أن يكون المكان الأكثر تحصينا على الكرة الأرضية.
ويحمل خطاب الرئيس ثلاث رسائل أساسية :
الأولى:
بأن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت قوية وبأنها الدولة التي تحكم العالم اليوم، حيث يقول: "أريد أن أؤكد لكل الأمريكان ولكل شخص في العالم أنه على الرغم من أحداث اليوم ما تزال حكومتنا قادرة بنسبة مئة بالمائة "
الثانية:
إظهار أن لأمريكا حلفاء راضون عن سياستها الخارجية ومواقفها الدبلوماسية ومستعدون للدفاع عن أمن الولايات المتحدة الأمريكية ..
حيث يقول الرئيس في خطابه: "لأصدقائنا نحن ممتنون لإخلاصكم ودعمكم لنا "..
كما استخدم الرئيس مصطلح "نحن كأمة" والأمة في معجم المعاني تعني: جماعة من الناس تجمعهم روابط تاريخية مشتركة، قد يكون فيها ما هو لغوي أو ديني أو اقتصادي ولهم أهداف مشتركة، وقد نجد عدة أمم في دولة واحدة، وبهذا فاستخدام هذا المصطلح الدقيق يعكس عدة أمور من بينها أن أمريكا هي أرض الحرية تقبل جميع الناس على اختلاف عرقهم و دياناتهم .
و يختتم الرئيس المؤقت خطابه قائلاً: " ليبارككم الرب وليبارك الولايات المتحدة الامريكية ".
المشهد السادس: رد فعل الاعلام عن حادث الهجوم الإرهابي على البيت الأبيض ..
من خلال هذا المشهد حاول المخرج إبراز التغطية الإعلامية لهذا الهجوم وقد اتفقت جميعهَا حول فكرة واحدة: "سقوط الولايات الأمريكية المتحدة يعني سقوط العالم بأسره" ..
وفي هذا رسالة إلى جميع الدول أن أمريكا هي من تحافظ على الأمن وتقف أمام حدوث حربٍ نووية.
كما قدم المخرج رسالة خطرة حول الدول العربية حيث جاء في كلام المذيع: "في الشرق الأوسط خبر الهجوم على البيت الأبيض استقبل بفرح كبير واحتفل الآلاف في الشوارع بذلك، وقاموا بحرق العلم الأمريكي" ..
وبهذا فهو يقدم رسالة الى الشعب الأمريكي، مفادها أن العرب والمسلمين يحبون سفك الدماء و قتل الأبرياء، لا بل يفرحون لذلك، ويكرهون كل ما هو أمريكي ..
المشهد السابع: خطاب الرئيس الأمريكي بعد القضاء على الجماعة الإرهابية وعودة الأمن الى العاصمة واشنطن ..
اختتم الفيلم بخطاب للرئيس الأمريكي يمجد فيه أمريكا ويدعوا الشعب الى الإتحاد والوقوف في وجه الأعداء، ثم يرفع علم أمريكا من جديد مؤكدًا الرئيس على أن الشرف والكرامة والنزاهة بنوا هذه البلاد !
ويختتم خطابه هو الآخر قائلاً: "ليبارككم الرب وليبارك الولايات المتحدة الأمريكية" ..
3. نتائج التحليل
بعد تحليل فيلم "سقوط البيت الأبيض" تحليلاً تضمينيًا توصلنا إلى النتائج التالية:
يقدم العمل رسالة مفادها: "إذا احترق البيت الأبيض سيحترق معه العالم" ..
جسد الفيلم نظرة أمريكا لكوريا الشمالية بأنها دولة خطرة تحكمها منظمات إرهابية، تشكل تهديدًا على أمنها وأمن العالم بأسره.
قدم رسالة مفادها أن الكوريين الشماليين عنيفون ويحبون سفك الدماء.
إظهار مدى هشاشة الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر، حيث بالغ الفيلم في تهويل قوة الجماعة الإرهابية، يقتحمون البيت الأبيض في ظرف قياسي ويخترقون أقوى الأجهزة الأمنية في العالم.
ترسيخ فكرة لدى المشاهد الأمريكي بأن الدول العربية والإسلامية تفرح لسقوط أمريكا وتم تصنيفهم على أنهم من الأعداء.
تعليقات
إرسال تعليق