الرأي العام والرسالة الإعلامية الجماهيرية

 تتنوع الرسالة الإعلامية الجماهيرية وتختلف من الرسالة المطبوعة إلى الرسالة المسموعة والمرئية.

وكل وسيلة تستخدم الرسالة التي تناسبها من ناحية، كما أنّ كل رسالة بدورها تتحكم في الوسيلة التي تناسبها من ناحية أخرى، ولابد من التوافق إلى حد ما بين الوسيلة والجمهور.

ويلعب الرأي العام دورًا مؤثرًا في الرسالة الإعلامية الجماهيرية، من حيث تحديد شكل ومضمون الرسالة الإعلامية وهنا نتحدث عن أهميته في تحديد الشكل، فإذا كان هناك الكثير من العوامل التي تلعب دورًا هامًا في تكوين الرأي العام ومنها  الإعلام والدعاية فإنّ الرأي العام لا يتأثر بالعوامل المكونة له فقط وإنما يؤثر فيها أيضًا وهذه العوامل المكونة للرأي العام  لا تعمل منفردة في المجتمع وكل عامل منها جدير باهتمام الباحثين ودراسة أثره على كل من المجتمع المحلي أو القومي أو الدولي، أو غيره من أنواع الرأي العام التي تعرضها لها.

ومما يدل على أهمية الرأي العام في تحديد شكل الرسالة الإعلامية ومدى تفهم المستقبِل لها، أن المستقبِل لا يميل إلا إلى الشكل الإتصالي الإعلامي الذي يتناسب مع ميوله وأهوائه، ومن هنا كانت أهمية دراسات الأوقات المفضلة للإستماع والتعرف على الألوان الأكثر جاذبية لدى المشاهدين والوقوف على الدراسات النفسية الخاصة بالقراءة واتجاه العين والأوضاع الأكثر راحة للقارئ.

وتلك النظريات التي تبنى عليها، كلها أسس رسم الأشكال الإتصالية :

* سواء مطبوعة وتتمثل في عمليات الإخراج الصحفي ورسم الماكينات.

* أو مسموعة وتتمثل في المؤثرات الصوتية واختيار الموسيقى وطرق وكيفية الآداء و نحو ذلك.

* أو مرئية وتتمثل في اختيار المشاهد والألوان و الإخراج و الديكور والإضاءة والطرق الفنية المختلفة في اختيار اللقطات المبكرة أو الجانبية أو الخلفية. 

كل هذا يتم بناءً على دراسات الجماهير واتجاهاتها وآرائها.

ويجب مراعاة الشكل قبل المضمون حتى  تتلاءم مع أفكار الفرد  فيتعرض لها ثم يدركها  ويحتفظ في ذاكرته بما يتلاءم مع اتجاهاته وعكس ذلك لن يتعرض لمضمونها ولن يتأثر بها وبهذا تكون المهمة الإعلامية قد فشلت  مند بدايتها.

 من هذا يتضح لنا أن الرأي العام يلعب دورًا في تحديد شكل الرسالة الإعلامية سواءً في الإعلام الشفوي أو الإعلام الجماهيري كما يؤثر الرأي العام في اختيار وسائل الاعلام وتحديد الوسيلة التي تناسب الرسالة المعنية لإمكان إحداث التأثير المطلوب.