القائمة الرئيسية

الصفحات

أثر تكنولوجيا المعلومات والاتصال على المؤسسة الاقتصادية

 The impact of information and communication technology on the economic enterprise



إن ما تمتاز به تكنولوجيا الإتصال الحديثة من سرعة في الإنجاز ودقة وكفاءة عاليتين في الأداء ومرونة  في تبادل المعلومات وتداولها جعل المؤسسات الإقتصادية على اختلاف نشاطاتها تعتمدها كمدخل من مدخلاتها إلا أن هذا المدخل ساهم في تغيير جدري لأنماط العمل والتنظيم والإتصال حيث سنحاول معرفة أهم هذه الاثار المترتبة عن تبني هذا المبتكر الجديد:


1.     التحولات في مجال التوظيف وتنظيم العمل (الآثار التنظيمية)


نتج عن ثورة الاتصالات والمعلومات تحولات مهمة في أنماط التوظيف وهيكل المهن وأسلوب أداء أسواق العمل و ذلك في:

- الهياكل التنظيمية: حيث سمحت هذه التكنولوجيا بدمج أو الغاء وإستحداث بعض الأقسام أو الوحدات بالهيكل التنظيمي للمؤسسة، وسمح بتواجدها بصورة إفتراضية عبر جهاز الحاسوب .

- تغيرات في التركيب المهني والمهاري لقوة العمل: بسبب استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال داخل المؤسسات تم الإستغناء عن العديد من العمال حيث حلت الآلة محل الإنسان وارتفع مستوى البطالة بسبب تقليص توظيف الأفراد.

 رغم ذلك لا تزال المؤسسات بحاجة لممارسين للتعامل مع هذه التكنولوجيات وفي هذه الحالة تعتمد على تدريب عمالها.

تغيرات في تنقلية العمل: لم يعد مفهوم 'التنقلية' مرتبط بالتنقلية الجغرافية بل أصبح هناك تنقلية افتراضية على الصعيد العالمي من خلال الاتصال الإلكتروني وساهم ذلك في زيادة التعاون والترابط وتبادل الخبرات والمعارف بين المؤسسات المتباعدة جغرافيًا من خِلال التواصل عن بعد[1] (مثلا: القيام بندوات واجتماعات عن بعد، دورات تدريبية والعمل عن بعد ...) ..

ومن خلال الجدول التالي سيتضح وبأسلوب مقارن أن تكنولوجيا المعلومات والاتصال تأثير واضح على الكثير من المتغيرات ذات العلاقة بالبناء التنظيمي للمؤسسات التقليدية ..

                جدول رقم (2): الآثار التنظيمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال:

العوامل والأبعاد

المؤسسة التقليدية

المؤسسة المعتمدة على TIC

تصميم العمل

ضيق ومحدودية وانعدام المرونة

واسع وعالية المرونة

فلسفة الإدارة

التوجه نحو المركزية

الجمع بين المركزية واللامركزية

الهيكل التنظيمي

هرمي بيروقراطي

مفلطح الشبكي

عدد المستويات الادارية

كثيرة

قليلة

نطاق اشراف الإدارة العليا

ضيق

واسع

نمط الإدارة

إشراف

قيادي

نوعية العاملين

مهيكلين (غير مبدعين)

مبدع ومتكيف

درجة الإدارة الوسطى

واسع

ضعيف

مجالات التركيز في العمل

التركيز على الأنشطة

التركيز على العملاء

المصدر: نجم عبد الله الحميدي وآخرون، نظم المعلومات الإدارية مدخل معاصر،  ط2، دار وائل للنشر، عمان، 2009، ص290.

2.     أثر تكنولوجيا المعلومات والاتصال على عملية اتخاذ القرار


تبين القرارات الإدارية قدرة المؤسسة الاقتصادية في تسيير شؤونها ومستقبلها وقد عرفت عملية اتخاذ القرار بأنها: "عملية الاختيار الأمثل بين بدائل متاحة لحل مشكلة ما أو لتحقيق هدف معين" وتحتاج عملية اتخاذ القرارات إلى عنصر مهم وهو المعلومات الصحيحة والتي وفرتها تكنولوجيا الاتصال الحديثة[2] بشكل هائل.


3.     تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصال على المنتجات


لقد اكتشفت المؤسسات أن هذه التكنولوجيا يمكن استخدامها في تطوير منتجات وسلع جديدة كما يمكن استخدامها في تطوير خطوط وعمليات الإنتاج وبالفعل فقد طورت الكثير من المؤسسات منتجات جديدة تتضمن داخلها عناصر وتجهيزات معلوماتية أو برمجيات، وقد ساعد ظهور الأنترنت في نشر معلومات البحث والتطوير العلمي والتكنولوجي حيث أصبحت العديد من المؤسسات تستعمل الأنترنيت من أجل زيادة مبيعاتها من خلال التحسين التدريجي المستمر للسلعة أو الخدمة من خلال استثمار الخبرات والبحوث المختلفة المنشورة على شبكة الانترنت والتي تستعمل في:

·        تنسيق وتصميم المنتجات.

·        تخفيض تكلفة إدارة المشروع.

·        تخفيض تكلفة إدارة المخزون .

·        تقديم التدريب الفعال[3] للعمال والموظفين.

4.     تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصال على إنتاجية المؤسسة

 أكدت العديد من الدراسات والتقارير مؤخرًا أن تكنولوجيا المعلومات والإتصال تؤثر تأثيرًا أساسيًا في  نمو المؤسسات خاصة عندما يرافق إدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصال  للمؤسسة تغيرات تنظيمية وإدارية مرافقة ..   فقد بينت عدة دراسات أنّ معدل الإنتاجية كان أعلى ما يمكن لدى المؤسسات اللتي استثمرت في هذه  التكنولوجيات الحديثة وفي توزيع الإدارة والتنظيم، والإستفادة القصوى منها يتحقق عندما يرافقها استثمار في: استراتيجيات جديدة وهيكليات جديدة وأعمال جديدة. [4] 

5.     تأثير تكنولوجيا المعلومات على الأداء الوظيفي للعاملين

·   تسبب إلى حد كبير في تحسين الأداء الوظيفي وذلك من خلال تخطي القيام بكثير من الأعمال الروتينية وما يترتب عليه من إنجاز الأعمال بسرعة وكفاءة ودقة متناهية وتكلفة قليلة .

·   تسببت في تقليل الأعباء الوظيفية الروتينية الملغاة على عاتق المدراء مما يتيح لهم استغلال هذا الوقت في التخطيط الاستراتيجي ورسم السياسات العامة للمنظمة مما أسهم في رفع كفاءة وفعالية الإدارة العليا .

·   تسببت في التأثير على الجانب المعنوي لدى العاملين باتجاه زيادة ولائهم و انتمائهم للمنظمة من خلال ما توفره من فرص للإطلاع على المعلومات بشكل سهل مما يسهم في تعزيز مشاركتهم في عملية[5] صنع القرار.

وهناك أيضا تأثيرات سلبية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال نلخص أهمها فيما يلي:

·   الآثار الصحية سواء على الفرد أو المجتمع مثل: المخاطر الصحية لشاشات العرض، الإصابة بالتعب المتكرر، مخاطر الإشعاع والمجالات الكهرومغناطيسية، إدمان الانترنت والهاتف المحمول، تعب العين والصداع.

·   وكذا جملة من المخاطر البيئية نذكر منها: استهلاك الطاقة وما تخلفه على الجانب البيئي، مشكلات وحدات التصنيع والمواد المضرة بالبيئة.

·   كما تم استغلال هذه التكنولوجيا في غير أهدافها مما ساعد على نشر الجريمة في المجتمع  والمساعدة على الإنتحار وتهديد الأمن العام والتطرف الديني والعقائدي والدعوة للتعصب والعنصرية والترويج لسرقة المعلوماتية وانتحال الشخصيات .

 وعلى اعتبار المؤسسة نسق مفتوح تتأثر بالمحيط الخارجي فكل هذه التأثيرات السلبية تؤثر على أداء[6]  واستمرارية المؤسسة.

 



المراجع/

[1] حورية بولعويدات، استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في المؤسسة الإقتصادية الجزائرية، مذكرة ماجستير منشورة، 2008، الاتصال والعلاقات العامة، جامعة منتوري قسنطينة، الجزائر، ص 123.

[2] محمد فهمي طلبة وآخرون، الحاسب ونظم المعلومات الإدارية، المكتب الجمعي الحديث، الإسكندرية، ص 442.

[3] العياشي زرزار، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأثرها في النشاط الاقتصادي الرقمي، مجلة البحوث والدراسات الإنسانية، العدد 6 ،منشورات جامعة 20 أوث 1955، سنة 2010، ص 229.


[4] الملتقى الوطني الأول حول المؤسسة الاقتصادية الجزائرية وتحديات المناخ الاقتصادي الجديد، 22-23 أفريل 2003، ص 116، متاح على الخط www.elfassain.net، يوم 24 مارس 2016، على الساعة 12:30.

[5] العربي عطية، أثر استخدام تكنولوجيا المعلومات على الأداء الوظيفي للعاملين في الأجهزة الحكومية المحلية، ص 325.

[6] فريدة بوعلي و حكيمة فوضيل، دور تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تحسين الاتصال الداخلي دراسة حالة اتصالات الجزائر، مذكرة منشورة،2014، جامعة أوكلي محند أولحاج، بويرة، ص 61.

تعليقات

التنقل السريع