مفهوم العنف
حسب جربنر العنف هو: كل فعل يترتب عليه أذى أو قتل، أو تهديد بهما.
ويمكن تفسير العنف وفقا لثلاثة مدراس أساسية هي:
1/ المدرسة البيولوجية التكوينية: أسسها lambroso وترى أن العنف ظاهرة فطرية، موجودة عند بعض الناس.
2/ المدرسة الاجتماعية: مؤسسها دوركايم يرى أن الجريمة هي الثمن للانحرافات داخل المجتمع، وأن سبب الجريمة لا يرجع للفرد وإنما للنظام الاجتماعي ككل.
3/ المدرسة الثالثة: تربط العنف بوسائل الإعلام وترى أن لها دورا في انتشاره.
مظاهر العنف في وسائل الإعلام
ظهر في الثلاثينيات من القرن 20 دراسات عديدة تستهدف التعرف على الآثار الضارة لوسائل الإعلام، حيث عقدت مؤسسة the payne fund studies مجموعة من الدراسات المتعلقة بالأفلام السينمائية خلال الفترة من 1929/1932 متمثلة في 13 دراسة حاولت تقييم تأثير أفلام السينما على الأطفال، هذه الدراسة ساهمت في زيادة الاهتمام العام بالأفلام وآثاره الضارة على الأطفال.
وكمثال على مساهمة وسائل الإعلام في انتشار العنف، في أعقاب إذاعة البرنامج الشهير (غزو من المريخ) 1938 انتشرت حالة من الذعر .
* مند أواخر الخمسينيات ركزت معظم البحوث على:
- التلفزيون كوسيلة.
- الطفل كجمهور مستهدف.
- العنف كموضوع للدراسة.
وأثبثت عدة دراسات بث العنف في البرامج .. ثم في عام 1979 ظهرت وسيلة جديدة تحث الشباب على العنف وهي ألعاب الفيديو.
النظريات المفسرة للعنف في وسائل الإعلام
أولا/ نظرية التطهير
تفترض النظرية وجود آثار إيجابية لمشاهدة العنف في وسائل الإعلام، ترجع أصولها للفيلسوف اليوناني أرسطو، حيث ذكر في كتابه (فن الشعر) أن مشاهدة الدراما على المسرح تطهر الناس من مشاعر الحزن.
وفكرة التطهير تفترض أن الإحباط والظلم الذي يتعرض له الانسان يوميا يزيد من ميله نحو العدوان، ويمكن إشباع هذا الميل إما بالعدوان المباشر أو بمشاهدة الآخرين وهم يعنِفون.
وفقا لهذه النظرية فإن التعرض للعنف يمكن أن يقلل من حاجة الإنسان إلى العدوان.
ثانيا/ نظرية الاستثارة
يعد ليونارد بيركو ويتز عالم النفس الاجتماعي أول من قدم الإطار العام لنظرية الاستثارة (الحافز) باسم المزاج العدواني.
الافتراض الأساسي للنظرية:
- التعرض لحافز أو مثير عدواني من شأنه أن يزيد من الإثارة السيكولوجية للفرد.
- تستثير انفعالات عاطفية تؤدي إلى السلوك العدواني.
- اعتمد على المنهج التجريبي.
نظرية التحريض/ التعرض للعنف في وسائل الإعلام يحرض المتلقي على السلوك العدواني وخاصة إذا كان للعنف ما يبرره.
ثالثا/ نظرية التدعيم
"جوزيف كلابر"
* ترى النظرية أنه لا توجد علاقة مباشرة بين التعرض للعنف في وسائل الإعلام وزيادة السلوك العدواني لدى أفراد الجمهور.
* لا يمكن الحديث عن تأثير مباشر للتلفزيون إلا على الأشخاص دوي الميول العدوانية أساسا قبل التعرض.
* ينظر باحثي نظرية التدعيم إلى عدة عوامل مثل: المبادئ والقيم الثقافية والأدوار الإجتماعية، السمات الشخصية، تأثير الأسرة.
رابعا/ نظرية النموذج
"ألبرت باندورا"
تعد هذه النظرية من المساهمات المهمة لمعرفة دور وسائل الإعلام في التطور الاجتماعي للفرد، لتفسير اكتساب الأنماط السلوكية من خلال التعرض لوسائل الإعلام طور نظرية التعلم بالملاحظة.
ملاحظة سلوك الآخرين والمحاكاة واعتبارهم نماذج أو قدوة للسلوك.
وتمر عملية التعلم بالملاحظة في علاقتها بوسائل الإعلام بالمراحل التالية:
خامسا/ نظرية التوحد
* فكرة التوحد له علاقة وثيقة بنظرية النموذج ويمكن أن نطلق عليه "نسخ النموذج" أي محاولة التشبه بالنموذج في معظم خصائصه أو جميعها.
* ويساهم هذا التوحد في تفسير آثار وسائل الإعلام.
النظرية امتداد لنظرية التقمص الوجداني في علاقتها بوسائل الإعلام، توجد نظريتان عن أسس التقمص الوجداني:
1/ نظرية الاستنتاج في التقمص الوجداني
الانسان يرتبط سلوكه رمزيا بحالته النفسية الداخلية (أي مشاعره وعواطفه).
الإنسان لا يستطيع أن يفهم الحالة الداخلية للآخرين ما لم يجرب تلك الحالة بنفسه أي لا نستطيع أن نفهم مشاعر الآخرين ما لم نجربها بأنفسنا، وكنقذ لهذه النظرية يقول الباحثين 👈 النظرية تفترض وجود مفهوم الذات/ وتقترح أننا نستطيع أن نتقمص وجدانيا باستخدام مفهوم الذات لنخرج باستنتاجات عن حالات الآخرين الداخلية (مفهوم الذات هو الذي يحدد كيف نتقمص وجدانيا).
2/ نظرية أخذ الأدوار في التقمص الوجداني
"جورج ميد"
فكرة الذات لا تسبق الاتصال بل تتطور من خلال الاتصال فالطفل الصغير يلاحظ سلوك الآخرين ويحاول تقليدهم بقدر الإمكان.
مفهوم الذات لا يحدد التقمص الوجداني وإنما الاتصال هو الذي يؤدي إلى مفهوم الذات ويسمح بأخذ الأدوار بالتقمص الوجداني.
* نظرية التوحد تعتمد على تكامل النظرتين السابقتين "الاستنتاج والقيام بأدوار الآخرين" وفقا للنماذج التي تحترمها وسائل الإعلام وتعمل على محاكاتها في الواقع.
اقرأ أيضا: نظريات الإعلام والاتصال.
تعليقات
إرسال تعليق