تعتبر التجارة الإلكترونية أحد الجوانب المتعددة التي تتضمنها الأعمال الإلكترونية، فهذه الأخيرة أكثر شمولا لأنها لا تقتصر على البيع والشراء فقط بل تتضمن خدمة العملاء والتعامل مع شركاء العمل وكذلك تأدية المعاملات داخل المؤسسة إلكترونيا بصورة متكاملة مع المعاملات الخارجية، فعلاقة الأعمال الإلكترونية بالتجارة الإلكترونية هي علاقة الكل بالجزء والعام بالخاص.
مفهوم التجارة الإلكترونية
لم يتبلور حتى الآن مفهوم نهائي للتعاملات التجارية التي تتم عبر الإنترنت والتي تدعى حالياً بالتجارة الإلكترونية، ويقال حالياً إن العالم يشهد كل يوم تطورات جديدة تضاف إلى شكل ومضمون المفهوم الحالي للتجارة الإلكترونية، وحتى هذا المفهوم الحالي للتجارة الإلكترونية ما زال غامضاً بعض الشيء على الرغم من أنه مضى على استخدام تقنيات هذه التجارة عدة سنوات؛
لكن يعتبر أكثر التعريفات شيوعاً للتجارة الإلكترونية هو تعريف منظمة التجارة العالمية لها وهي: تنفيذ بعض أو كل العمليات التجارية في السلع والخدمات عبر شبكة الإنترنت والشبكات التجارية العالمية الأخرى ، أي باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، وهي وسيلة سريعة وسهلة لإبرام الصفقات التجارية الإلكترونية، سواء كانت التجارة في السلع والخدمات أم في المعلومات وبرامج الكمبيوتر؛
وقد ظهرت تطبيقات التجارة الإلكترونية منذ السبعينات من القرن الماضي وأشهرها تطبيقا التحويلات الإلكترونية للأموال وكان سائدا بين الشركات العملاقة، ثم تم تطوير التبادل الإلكتروني للبيانات والذي وسّع تطبيق التجارة الإلكترونية من مجرد معاملات مالية إلى معاملات أخرى، مما زاد استخدام هذه التقنية في الشركات المساهمة وغيرها، وكذلك من التطبيقات التي ظهرت في السابق تطبيقات الاتصالات السلكية واللاسلكية المستخدمة في بيع الأسهم وتذاكر السفر على شبكات خاصة.
ولا تهتم التجارة الإلكترونية فقط بعمليات بيع وشراء السلع والخدمات عبر الانترنت، إذ أنها منذ انطلاقتها كانت تتضمن معالجة حركات البيع والشراء وإرسال التحويلات المالية عبر شبكة الانترنت، وقد توسعت حتى أصبحت تشمل عمليات بيع وشراء المعلومات نفسها جنبا إلى جنب مع السلع والخدمات، فهي نظام يتيح عبر الانترنت حركات بيع وشراء السلع والخدمات والمعلومات التي تدعم توليد العوائد، ويمكن تشبيه التجارة الإلكترونية بسوق إلكتروني يتواصل فيه البائعون (موردون، أو شركات، أو محلات) والوسطاء (السماسرة)، والمشترون، وتقدم فيه المنتجات والخدمات في صيغة افتراضية (رقمية)، كما يدفع ثمنها بالنقود الإلكترونية أو بالطرق التقليدية، ولا تقف التجارة الإلكترونية عند هذا الحد، إذ أن الآفاق التي تفتحها التجارة الجارة الإلكترونية أمام الشركات والمؤسسات والأفراد لا تقف عند حد، وتعتمد التجارة الإلكترونية على عنصرين أساسيين هما تكنولوجيا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واللتان أفرزتا ضمن اندماجهما البنية التحتية للإنترنت.
وعليه التجارة الإلكترونية هي: "نشاط اقتصادي ، يتمثل في بيع وشراء المنتجات المادية وغير المادية، تحويل الأموال من وإلى الأفراد والمنظمات، محليا ودوليا بالإضافة إلى تبادل جميع المعلومات والبيانات المرتبطة بهذا النشاط، باستخدام تقنيات متطورة غير محدودة الزمان والمكان ، وفّرتها شبكة المعلومات والاتصالات الدولية".
أشكال التجارة الإلكترونية
تتعدد أشكال التجارة الإلكترونية باعتبار مفهومها المتعدد الأبعاد، حيث يمكن تطبيقه واستخدامه على أكثر من مستوى:
أ- التجارة الإلكترونية بين مؤسسة أعمال ومؤسسة أعمال B2B
وهي الصفقات (طلبات شراء وتسلم الفواتير والدفع) التي تتم بين مؤسسات الأعمال، وذلك باستخدام شبكة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهي النوع السائد في معظم عمليات التجارة الإلكترونية ويمثل النسبة الأكبر.
ب- التجارة الإلكترونية بين مؤسسة الأعمال والمستهلك B2C
يطلق عليها أيضا اسم التسوق الإلكتروني أو تجارة التجزئة الإلكترونية لأن الصفقة تتم مع المستهلك مباشرة، حيث تقوم المؤسسات بعرض منتجاتها على متاجر إلكترونية افتراضية على شبكة الويب وتعرض وتروج لبضائعها وتعقد الصفقات مع المستهلكين الراغبين، وتمثل النسبة الأقل في التجارة الإلكترونية ولكنها في نمو سريع.
ج- التجارة التي تتم من مستهلك إلى مستهلك C2C
يمكن أن تكون الانترنت وسيلة هامة للمستهلكين الذين يرغبون في شراء أو مبادلة سلع أو معلومات بشكل مباشر مع مستهلكين آخرين، ومن بين المواقع الرائدة في هذا المجال موقع:eBay وموقع أمازون للمزادات لعرض وبيع أي شيء مثل اللوحات الفنية والتحف الأثرية والعملات والطوابع النادرة، أجهزة الحاسب والمجوهرات ..الخويضم مجتمع التجارة الإلكترونية لموقع eBay للمعاملات التي تتم من المستهلك إلى المستهلك أكثر من 42 مليون فرد مستخدم له عبر العالم، وقد بلغت قيمة الصفقات التجارية التي تم تنفيذها بالفعل من خلال هذا الموقع سنة 2003 أكثر من 09 بليون دولار أمريكي.
د- التجارة التي تتم من المستهلك إلى مؤسسة أعمال C2B
ساعد استخدام الانترنت المستهلكين على القيادة والتحكم في المعاملات والصفقات التي يقومون بإجرائها وتنفيذها مع منظمات العمال بدلا من الطرق التقليدية التي تتم فيها المبادرة وقيادة الصفقة فقط من خلال البائع؛
إيجابيات التجارة الإلكترونية
تنطوي التجارة الإلكترونية على العديد من المنافع بالنسبة للأفراد والمؤسسات:
أ- بالنسبة للمؤسسات:
- الاستجابة لطلب السوق؛
- تواصل فعّال مع الشركاء والعملاء؛
- تخفيض مصاريف المؤسسات؛
- النفاذ إلى السوق العالمي بسهولة.
ب- بالنسبة للأفراد:
- توفير الوقت والجهد؛
- حرية الاختيار؛
- خفض الأسعار؛
- نيل رضا المستخدم.
سلبيات التجارة الإلكترونية
بالإضافة إلى كل هذه المزايا التي تتمتع بها التجارة الإلكترونية فهي تتضمن سلبيات من بينها:
1- إمكانية الشراء باستخدام بطاقات ائتمانية مزيفة من قبل بعض العملاء، مما يحمّل أصحاب هذه البطاقات أعباء مالية عن سلع وخدمات لم يقوموا بشرائها أصلا.
2- يمكن حدوث تلاعب لبيانات النسخ الأصلية الخاصة بطلبات الشراء أو إرسال بضائع، وذلك نتيجة لعدم وجود مستندات ورقية، وعدم إمكانية التوقيع بخط اليد، مما يهدد الحقوق والمصالح الخاصة بالأفراد والمؤسسات على حد السواء.
3- هناك احتمالات لحدوث عمليات نصب واحتيال بسبب صعوبة التحقق من شخصية المتعاملين.
4- من الممكن القيام بطلب استيراد سلع ممنوع استيرادها في الأسواق المحلية للدولة التي تطلبها.
5- سهولة إفشاء أسرار العملاء والبنوك والشركات إلى المنافسين من خلال اختراق شبكة الانترنت.
6- بعض أنشطة الأعمال لا يمكن بأي حال أن تدخل في التجارة الإلكترونية، فمثلا: الأغذية سريعة التلف والأصناف عالية التكلفة مثل المجوهرات والآثار يمكن أن يكون من المستحيل معاينتها من مكان بعيد، بصرف النظر عن أي تكنولوجيا يمكن أن تصمم في المستقبل .
المراجع/
- محمود علي الحاج- محاضرات منشورة بعنوان (التجارة الإلكترونية)- كلية التجارة الجامعة الإسلامية ، غزة.
- إبراهيم بختي – دور الانترنت وتطبيقاته في مجال التسويق (دراسة حالة الجزائر)- أطروحة دكتوراه في العلوم الاقتصادية، جامعة الجزائر، 2002.
تعليقات
إرسال تعليق