مند العقود الثلاثة الماضية أصبح البعد البيئي يحظى باهتمام تدريجي في المؤسسات الاقتصادية ويعتبر تقرير برنتلاند bruntland المشهور "مستقبلنا المشترك" سنة 1987 ومؤتمر ريو 1992 حول البيئة والتنمية المستدامة انطلاقة لدمج الاعتبارات البيئية للمؤسسات ضمن استراتيجيات أعمالها يأتي هذا التوجه كون البعد البيئي أصبح معيارا من معايير تحقيق تنافسية مستدامة.
فهناك من مستهلكين ومن مساهمين وأيضا من الكفاءات الإدارية العليا من هم جد حريصين على أن لا يتم التعامل إلا مع المؤسسات الاقتصادية التي تهتم بالمسائل البيئية وحرصًا منها على استقطاب مساهمين جدد وزبائن أكثر وأفراد مؤهلين تضطر المؤسسات الاقتصادية إلى الاجتهاد أكثر في المجالات التي تساعد على حماية البيئة كما تجتهد في الافصاح عن ذلك وقد لاحظت الكثير من هذه المؤسسات أن هذا الاهتمام قد يكون استراتيجية مربحة تحقق لها عوائد مالية مباشرة وكذلك غير مباشرة.
فيرى كل من Hutchiston and chaston سنة 1994 أن دمج البعد البيئي في المؤسسة يترتب عليه تكاليف إضافية وهذا ما لا يحقق منافع تجارية، كما يرى الباحثان Gerstenfeld & Roberts سنة 2000 أن دمج البعد البيئي يعيق الإدارة العليا في المؤسسة من إعداد خطط استراتيجية بعيدة المدى وقدم Rutherfoord & al سنة 2000 مبررات أخرى لعدم اهتمام المؤسسة بالبيئة تتمثل في نقص الموارد المالية والبشرية.
إضافة إلى هذا الطرح النظري فإن دراسات وتحقيقات ميدانية أجريت بينت مدى تخوف المسيرين من الاهتمام بالبيئة ومن هذه الدراسات التي أجرتها جمعية OSEO)) الفرنسية سنة 2003 والتي بينت أن 31.2% من مدراء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية يبدون تشاؤما من دمج البعد البيئي معتبرين أنه لا يوجد ما يثبت أن الإدارة البيئية تعود بنتائج اقتصادية على المؤسسة.
وأوضحت دراسة أخرى أجرتها المدرسة الوطنية للمناجم بباريس Ecole des Mines de Paris سنة 2007 أن 40% من الشركات الفرنسية ترى أن الآثار الإيجابية المتحصل عليها من جراء وضع أنظمة الإدارة البيئية هي أقل من تلك التي كانت متوقعة وأن هذه النسبة هي أكبر من ذلك لدى الشركات التي يقل عدد أفرادها عن 100 عامل وعلى العكس من ذلك هناك من يرى أن الأداء البيئي يعود على المؤسسة الاقتصادية بفوائد داخلية وأخرى خارجية.
1/ فوائد داخلية:
وتتمثل في اعتباره أداة إدارية للتسيير جديدة تمكن من المحافظة على البيئة الطبيعية.
كما أنها تحفز العمال وتخفض التكاليف من خلال تسيير النفايات، ترشيد استهلاك الطاقة، الماء، المواد الأولية، وأيضا تجديد وابتكار تكنولوجي وذلك من خلال استعمال عمليات جديدة أقل تلويثا وأكثر فعالية في العملية الانتاجية.
2/ الفوائد الخارجية
- تحسين العلاقة مع السلطات العمومية وذلك من خلال احترام القوانين والتشريعات البيئية.
- تحسين سمعة المؤسسة من خلال إظهارها لمسؤولياتها البيئية والمجتمعية.
- كسب مزايا تنافسية وذلك من خلال تطبيقها لنظام الإدارة البيئية وتحسين مراقبة عملياتها الإنتاجية.
- دخول أسواق جديدة مثلا: الاعتماد على الموردين الذين يمتلكون شهادة الإيزو 14001 للتعامل معهم.
مرجع/ مشان عبد الكريم، دور نظام الإدارة البيئية في تحقيق الميزة التنافسية للمؤسسة الاقتصادية دراسة حالة مصنع الاسمنت عين الكبيرة SCAEK مذكرة لنيل شهادة ماجيستير منشورة، كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية، جامعة فرحات عباس سطيف، 2012، سطيف.
تعليقات
إرسال تعليق