أسهمت العلوم الاجتماعية في نشأة وتطور العلاقات العامة بشكل فاعل، وارتبطت ارتباطًا وثيقًا جعل من الصعب فصلها عن العلاقات العامة، كما تحتاج ممارسة العلاقات العامة إلى التمتع بمعرفة جيدة بهذه العلوم، ويصعب على ممارس العلاقات العامة أداء مهامه دون هذه المعرفة، لأن العلاقات العامة تعتمد على العديد من العلوم في تطوير أساليبها وأدواتها، وربما يعتبر علم الاتصال وعلم والإدارة أبرز هذه العلوم التي لها علاقة وطيدة بالعلاقات العامة، وكذلك الإعلام والصحافة والتسويق والدعاية والرأي العام، وعلم النفس وعلم الاجتماع.
ويمكن توضيح العلاقة بين علم العلاقات العامة والعلوم الأخرى كالتالي:
1/ العلاقات العامة والإدارة
تعتبر العلاقات العامة من الوظائف الإدارية الهامة في المؤسسات الحديثة، وهي وظيفة استشارية متخصصة تقدم النصح والإرشاد للإدارة، ويكمن الفرق بين العلاقات العامة والإدارة في كون العلاقات العامة تقدم النصح والمشورة لإدارة المؤسسة، لكنها لا تصدر القرارات لان ذلك من صلاحيات الإدارة العليا وحدها، وبذلك تبقى العلاقات العامة دائما ذات وظيفة استشارية.
2/ العلاقات العامة والإعلام
يعرف الإعلام بأنه النشاط الاتصالي الذي يهدف إلى تزويد الجمهور بكافة الحقائق والأخبار الصحيحة عن القضايا والمشكلات، بطريقة موضوعية دون تحريف، وهذا النوع من الاتصال يعرف بالأحادي الاتجاه، أما اتصال العلاقات العامة فإنه ثنائي الاتجاه، كما أن العلاقات العامة تهدف من وراء العملية الاتصالية خلق رأي عام منسجم مع أهدافها، فاتصال العلاقات العامة اتصال إقناعي، بينما الاتصال الإعلامي هو اتصال موضوعي.
3/ العلاقات العامة والإتصال
يعرف الاتصال بأنه عملية يتفاعل بموجبها المرسل والمتلقي في سياق معين، يعد الاتصال في العلاقات العامة الركيزة الأساسية بجانب الإدارة، فممارسة كلا النشاطين في سياق بناء سمعة المؤسسة، يعتبر النشاط الكامل للعلاقات العامة.
4/ العلاقات العامة والرأي العام
يعرف الرأي العام بأنه اتفاق وجهة نظر الأغلبية حول موضوع أو قضية في وقت معين، وفي نطاق جغرافي محدد، وهذا ما تسعى له العلاقات العامة، وذلك من مسؤوليتها اتجاه المجتمع الذي تنشط فيه.
5/ العلاقات العامة وعلم النفس
العلاقات العامة تعمل بشكل مباشر وغير مباشر، فلذلك يلزمها دراية واسعة بالتكوين النفسي للجمهور، واتجاهاته وسلوكه، وردود أفعاله اتجاه القضايا المختلفة.
6/ العلاقات العامة وعلم الاجتماع
تحتاج العلاقات العامة إلى الإنسجام مع المجتمع والتكيف معه، حتى تتمكن من الحصول على تأييده ومساندته، لذا فإن عليها أن تدرك جيدًا طبيعة التكوين والبناء الاجتماعي، والأنماط المجتمعية والمعايير التي تحكمه.
7/ العلاقات العامة والشائعات
ويحاول القائمي على جهاز العلاقات العامة الوقوف في وجه الشائعات التي تستهدف بالدرجة الأولى سمعة المنظمة، خاصة التي يطلقها المنافسين في السوق.
8/ العلاقات العامة والإعلان
بين العلاقات العامة والإعلان هناك اختلاف وتوافق يمكن توضيح هذه الأمور كالآتي:
- الإعلان يركز على تسويق السلع والخدمات بهدف زيادة المبيعات وتحقيق الأرباح دون اعتبار لصورة المؤسسة، أما العلاقات العامة فهي تركز كل جهودها لتحسين صورة المؤسسة وتعزيز سمعتها في المجتمع وتعمل على توثيق الصلة بينهما.
- الإعلان يعرض الحقيقة بصورة مغرية وجذابة أي أنه يتفادى ذكر السلبيات، أما العلاقات العامة فهي تظهر المؤسسة على حقيقتها وتعالج مشاكلها بصورة صادقة وهذا ما يعمل على تحسين صورة المؤسسة في أذهان جماهيرها.
- الإعلان لا يستجيب لحاجات الفرد بل يفرضها عليه، أما العلاقات العامة فهي تقوم بدراسة حاجة الجمهور ورغباته وترشد عمل المؤسسة على ضوئها.
أما فيما يخص توافق عمل العلاقات العامة مع الإعلان من حيث النقاط التالية:
- العلاقات العامة تستخدم الإعلان كأحد أساليبها ولكن لغرض الإعلان وليس لهدف آخر فهي تستخدم الإعلان لتثقيف الجماهير أو لتعرض عليه حقائق.
- تستفيد العلاقات العامة من خبرة الإعلان في ميدان البحوث ود ا رسة الجماهير وبالتالي فان كلا من الإعلان والعلاقات العامة يهدفان إلى زيادة تأييد الجمهور للمؤسسة والشعور الطيب اتجاهها.
9/ العلاقات العامة والدعاية
تختلف الدعاية عن العلاقات العامة في النقاط التالية:
- تحاول الدعاية السيطرة على الجماهير ودفعها لسلوك معين يخدم الجهة القائمة بالدعاية دون مراعاة مصلحة الجمهور، أما العلاقات العامة فهي تقوم أساسا على خدمة المصلحة العامة ووضع مصلحة المؤسسة في المقام الأول.
- قد تعتمد الدعاية على تزوير الحقائق واستغلال عواطف الجماهير وغرائزهم مما يؤدي إلى تشويش الحقيقة، بينما العلاقات العامة تعتمد الإعلان الصادق ونشر الحقيقة بدقة.
- تقوم الدعاية على تغيير بعض الأفكار عن طريق الضغط وإثارة الحماس وهذا أسلوب استبدادي، بينما العلاقات العامة تحترم رأي الفرد وحقه في الوصول إلى الحقيقة وهذا أسلوب ديمقراطي.
- تهدف الدعاية إلى تحقيق أهداف سريعة ووقتية ولا تهتم بالنتائج بعيدة المدى، وتقوم بتغيير الكثير من المبادئ بأساليب غير سليمة بينما العلاقات العامة تعمل على المدى البعيد في جميع أنشطتها وتعمل على تثبيت مبادئ الأخلاق.
المراجع/
- فهمي محمد العدوي، مفاهيم جديدة في العلاقات العامة، دار أسامة، عمان، 2011.
- شريف أمد شريف وآخرون، الترويج والعلاقات العامة – مدخل الاتصالات التسويقية المتكاملة – الدار الجامعية، الإسكندرية، 2006.
- سمير حسن منصور، منهاج العلاقات العامة من منظور الخدمة الاجتماعية، الإسكندرية،مصر، دار المعرفة الجامعية.
- موسى اللوزي، أسس العلاقات العامة المفاهيم والأسس، زمزم للنشر والتوزيع، عمان، 2010.
- البخشونجي حمدي عبد الحارث، العلاقات العامة في الدول النامية، المكتبة الجامعية، الإسكندرية، 2000.
تعليقات
إرسال تعليق