تعريف البحث في العلاقات العامة
هو تجميع البيانات والمعلومات، وتحليل مجمل العوامل المؤثرة على علاقة المؤسسة مع جمهورها، من خلال إجراء مسح ميداني للاتجاهات والمواقف وتحديد اتجاهات الرأي العام لجمهور المؤسسة الداخلي والخارجي/ وكذا أفكاره وميوله نحو المنظمة وأهدافه، ثم تحديد الاستراتيجيات والسياسات التي تسلكها المؤسسة تجاه الجمهور بناء على هاته النتائج.
أهداف بحوث العلاقات العامة
- تحديد جمهور المؤسسة وتوثيق العلاقة معه وتحقيق التغذية الراجعة.
- التعرف على الآراء والاتجاهات المختلفة لهذا الجمهور(الداخلي والخارجي).
- التعرف على الذات ( ذات المؤسسة).
- تجنب الأزمات.
- زيادة فعالية الاتصال من خلال إدراك مواطن القوة والخلل.
- توفير أرضية جيدة لبرنامج استراتيجي للعلاقات العامة، من خلال إمداد الإدارة بالمعلومات وتوفير الوقت والتكلفة بوضع أهداف صحيحة.
أنواع البحوث في العلاقات العامة (تصنيف برينجر)
بحوث تهتم ببيئة المؤسسة: جميع الاتجاهات والأحداث الاجتماعية والتحذير من المشكلات الطارئة.
بحوث تدقق على العلاقات العامة: وضع العلاقات العامة من خلال وصف أشطتها وقياسها وتقسيمها.
بحوث تدقق على الاتصال: التعرف على وسائل وأنواع الاتصال الداخلي والخارجي.
بحوث تهتم بالتدقيق الاجتماعي: إبراز صورة المؤسسة.
خطوات البحث في العلاقات العامة
يعتبر البحث في العلاقات العامة جزء من البحوث الإنسانية والاجتماعية، ولهذا فإنه يعتمد على نفس المنهجية:
- اختيار مشكلة البحث.
- مراجعة البحوث والنظريات.
- ضبط العنوان.
- صياغة إشكالية البحث.
- وضع الفروض والتساؤلات.
- تحديد أهمية البحث وأهدافه.
- مناقشة الدراسات السابقة.
- تحديد منهج البحث.
- اختيار أدوات جمع البيانات ( الملاحظة، المقابلة، الاستبيان ).
- تحديد مجتمع البحث والعينة./ تحديد المفاهيم.
إشكالية البحث في العلاقات العامة
الفرق بين المشكلة والإشكالية:
- المشكلة: هي ظاهرة أو مسألة ناتجة عن علاقة بين متغيرات نبحث لها عن حل.
- الإشكالية: من إشكال وهو الأمر الملتبس
هي التساؤل البحثي الرئيسي الذي يسعى الباحث من خلال الإجابة عليه إلى حل معظم التساؤلات التي يطرحها البحث.
ولأنه لا يمكن البدء بتساؤل مباشرة، ، أو الإعتماد على العنوان الذي يكون له إطار محدد وعبارات معينة لا يمكن أن تفي بكل جوانب الموضوع، تصاغ الإشكالية لتحديد كل ما يريده الباحث.
إذن الإشكالية هي طريقة تخمينية وتصورية يصوغها الباحث لمعالجة المسألة وتنتهي بالتساؤل. وهي الإطار العام لمشكلة البحث على شكل حويصلة عامة.( مسح المعلومات المتوفرة، تقييمها من حيث قربها أو بعدها من الموضوع ونوعها، وضع حدود للمعلومات وغربلتها باستبعاد الأفكار التي لسنا بحاجة لها)
صياغة الإشكالية:
- يتم صياغة إشكالية البحث إستنادا لعنوان البحث (يتضمن متغيرين) بحيث يتطرق الباحث لكل متغير على حدى، مع مراعاة الأبعاد المعرفية للموضوع.
- تصور كل ما يتعلق بالموضوع وإبراز خصوصياته التي تميزه عن غيره بحيث يبدو فريدا من نوعه لا يتطابق مع أي موضوع سابق.
هناك مجموعة من الاعتبارات يتعين مراعتها للوصول إلى صياغة سليمة للإشكالية:
- تأتي الإشكالية في شكل فقرات متسلسلة، كل فقرة تكون مستقلة في تناولها لفكرة معينة، كما تكون مترابطة في شكل وظيفي مع الفقرة السابقة لها.
- تتكون مجازا (وليس شرطا) من ثلاث فقرات ليست محددة الترتيب:
- الفقرة الأولى تتناول أهمية الموضوع في التخصص من النواحي الفكرية والمعرفية والنظرية، مع إبراز المجال التخصصي للموضوع، وعلى الباحث بذل قصار جهده لإثبات كل نقاط القوة في طرحة للأطر النظرية والتراث السوسيولوجي المتعلق بالموضوع.
- في نهاية هاته الفقرة (ليس شرطا أن تكون فقرة واحدة، وإنما بقدر ما تمثله من مضمون واحد) يلمح للقارئ بأهمية كل متغيرات الموضوع، ولكن دون تفاصيل.
- تهتم الفقرة الثانية بالمتغير الأول من حيث أهميته وثقله في الموضوع، والإشارة لكل ما يدعم هذا التوجه، دون تفاصيل، وتنتهي بنفس السياق التي انتهت به الفقرة الأولى، أي التلميح لأهمية المتغير التابع والذي سيكون محل معالجة.
- تختص الفقرة الثالثة بإبراز أهمية المتغير التابع في علاقته بالمتغير الأول، ومحاولة إظهاره بأنه لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال، وبأنه يلعب دورا محوريا في توجيه سياقات البحث نحو توجهات محددة.
- الفقرة الأخيرة (بعد تمهيد ملائم) تكون في شكل تساؤل رئيسي يتناول العلاقة بين المتغيرين، وغالبا ما يكون هذا التساؤل واسع، لذلك تأتي بعده مجموعة التساؤلات الفرعية.
صياغة التساؤل الرئيسي:
صياغة على شكل سؤال استفهامي:
هاته الصياغة تامة الوضوح تحدد هدف البحث، حيث يسأل الباحث عن نوعية أو شدة العلاقة بين متغيرين: سبب/ نتيجة، متغير مستقل/ متغير تابع.
الأدوات الإستفهامية المستعملة غالبة هي: كيف؟ ماذا؟/ لماذا؟ إلى أي مدى، ماهي/ماهو؟
- كيف يتم الاتصال التنظيمي داخل المؤسسة الإقتصادية؟/ كيف يحسن الاتصال التنظيمي من صورة المؤسسة؟
- إلى أي مدى يؤثر الاتصال التنظيمي على صورة المؤسسة؟/ إلى أي مدى ترتبط صورة المؤسسة بالاتصال التنظيمي داخلها؟
- ماهي أليات الاتصال التنظيمي داخل المؤسسة؟/ ماهي انعكاسات الاتصال التنظيمي على الأداء الوظيفي في المؤسسة؟
- لماذا تعتمد المؤسسة على الاتصال التنظيمي لتحسين صورتها الخارجية؟
صياغة على شكل جملة تقريرية:
يوضح الهدف من البحث بعيدا عن الصياغة الإستفهامية، كأن يقول مثلا بعد الفقرات:
ومن هنا جاءت فكرة الموضوع الذي يهدف إلى معرفة الكيفية التي يتم بها الاتصال التنظيمي داخل المؤسسة، وذلك من خلال معرفة ............ ( جميع التساؤلات الفرعية تحول إلى جمل تقريرية).
صياغة على شكل تساؤل رئيسي وتساؤلات فرعية:
نفس صياغة التساؤل الرئيسي ثم نضيف: وللإجابة عن هذا التساؤل هناك مجموعة من التساؤلات الفرعية: (تتعدد التساؤلات الفرعية بتعدد النتائج المراد التواصل لها).
- كيف يمكن تحقيق اتصال تنظيمي فعال داخل المؤسسة؟
- مامدى تأثير العناصر الفنية للاتصال على تدفق المعلومات داخل المؤسسة؟
- ماهي معوقات الاتصال داخل المؤسسة؟
المتغيرات والمؤشرات
كل عنوان محدد لبحث ما يتضمن مجموعة من المتغيرات والمؤشرات تكون واضحة وظاهرة، وهي تشمل كل الكلمات المفتاحية المباشرة وذات الصلة والتي يتم تداولها بكثرة أثناء البحث.
1- المتغيرات:
سميت كذلك لأنها تتغير في الواقع، وهي الظواهر التي تتغير وتحتاج للبحث والتقصي الميداني، لمعرفة مدى التغير الحاصل فعلا.
يجب أن تكون المتغيرات أحادية القيمة لا تحمل معاني مزدوجة إنما تحيل على معنى واحد.
وتجدر الإشارة أن لكل بحث ميداني متغيراته الخاصة وما يكون متغيرا مستقلا في بحث ما قد يصبح متغيرا تابعا أو مؤشرا في بحث آخر.
- المتغير المستقل:
هو المتغير الذي يفسر الظاهرة محل الدراسة ويعتبر السبب الافتراضي ( المتغير السببي) للمتغير التابع، وعادة ما يأتي في مستهل عنوان البحث.
- المتغير التابع:
هو المتغير الذي يسعى الباحث إلى شرحه ويمثل النتيجة المتوقعة للمتغير المستقل.
- خصائص المتغيرات:
- دقة التحديد.
- كل متضمن يتضمن قيمة واحدة.
- لا تقبل التأويل.
- لا تحتاج إلى توصيف أو شرح.
- يمكن ترجمتها إلى أرقام إحصائية.
2- المؤشرات:
- هي معاني تأتي في كلمة أو مجموعة كلمات تعني سمات ودلالات رمزية لمضمون الموضوع.
- الهدف منها هو تحديد ملامح الموضوع من أجل توضيح أبعاده.
- تثري البحث وتغنيه برموز دالة.
- استخراجها يعزز من عملية توصيف مفاهيم البحث المتداولة.
صياغة فرضيات البحث
تصاغ الإشكالية في شكل تساؤل رئيسي وتساؤلات فرعية، حلها أو الإجابة عنها يحتاج إلى تقدير الباحث، حيث يضع إجابات مبدئية أو أولية عنها، قد لا تكون صحيحة إنما يتصور الباحث أنها تجيب عن تلك التساؤلات.
- الفروض عبارة عن تقدير أو استنتاج مبني على معلومات سابقة أو نظريات أو خبرة علمية.
- يقوم الباحث بصياغتها وتبنيها مؤقتا لتفسير بعض الحقائق أو الظواهر الملاحظة.
- إجابة محتملة لتساؤلات البحث تتضمن علاقة بين متغيرين أو أكثر ويسترشد بها الباحث في جميع خطوات بحثه.
أنواع الفرضيات:
- الفرضية المباشرة:
تشير في صياغتها إلى وجود فروق في العلاقة بين متغيرين سواء سلبا أو إيجابا.
- الفرضية الصفرية:
تنفي وجود فروق في العلاقة بين المتغيرين، ولكن هذا النفي لا يتم بناء على حقائق قطعية، ولكن قد يكون ناتجا عن عدم توفر البيانات والمعلومات الكافية عن وجود علاقة.
خصائص الفرضيات:
- تصاغ بأسلوب بسيط وواضح لا يقبل التأويل ولا يثير أي لبس.
- موجزة ومختصرة بقدر الإمكان.
- الإبتعاد عن الصياغات المركبة التي تتناول أكثر من قضية ( العلاقة بين سبب واحد ونتيجة واحدة مرتبطة به).
- خالية من التناقض ومنطقية.
- ألا تكون بديهية لا تقبل الشك كالحقائق الراسخة مثلا.
- معقولة وممكنة الحدوث، وقابلة للتحقق.
- متماشية مع أهداف البحث.
- تصاغ في المضارع، ويستحسن صياغة أكثر من فرضية لتساؤل واحد.(التساؤل أكثر اتساعا من الفرضية).
- كل فرضية تحدد محورا في الإستبيان.
أهداف البحث وأهميته
أهداف البحث
يجيب فيها الباحث عن السؤال: لماذا أجري البحث؟ إلى ماذا أسعى؟
- تحديد أهداف البحث يساهم في توجيه الباحث لنوعية المعلومات التي يحتاجها لإنجاز بحثه.
- من الخطوات الأساسية التي تجعل الباحث يحدد النتائج التي يرد أن يصل لها.
أهمية وضع أهداف البحث
- يساعد على حصر المعلومات فيما هو ضروري.
- تجنب جمع البيانات غير المهمة (توجيه الباحث)، وتساعد في تحليل واستخدام البيانات الصحيحة.
- تنظيم البحث في أجزاء واضحة وأسلوب واضح.
- تساعد في تحديد المنهج المناسب./ - مقارنة الأهداف مع النتائج.
- خصائص أهداف البحث (أو شروطها):
- تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بموضوع البحث.
- مرتبطة بالتساؤلات والفروض حتى يمكن قياس تحقيقها./- واضحة الصياغة بعيدة عن الغموض، وقابلة للتحقيق.
- أنوع أهداف البحث:
أهداف تقديرية: تقدر أشياء وظواهر معينة ( نسبة الاستخدام، المستوى....)
أهداف ارتباطية (سببية): إيجاد العلاقة بين عامل مهم وظاهرة.
أهداف تقييمية: تقييم آثار العوامل المختلفة.
أهمية البحث
تهدف لإقناع القارئ، وتعبر عما يضيفه البحث إلى الميدان العلمي والعملي ومجال التخصص.
- أهميتها:
- توضيح نقاط القوة في البحث/ - ابراز النقاط الإضافية المفيدة التي يشير لها البحث.
- ابراز الجديد الذي يقدمه البحث، وكيف يتم ذلك.
- عرض أهمية البحث:
يتم التركيز في فقرة على:
- هل البحث هو الأول في هذا المجال./ - هل يضيف شيئا جديدا.
- هل طبق البحث في بلد الباحث أو جامعته.
- هل يمكن الإستفادة منه في المؤسسات المختلفة. /- هل يمكن الإستفادة منه مجالات أخرى.
- شروطها:
- مرتبطة بموضوع الدراسة./- قابلة للتحقيق.
- إنتقاء عبارات توحي بالتواضع عند التعبير عن الأهمية ( مثل يمكن أن يستفاد من البحث في.....، قد يفيد...)، إحتمالية الإستفادة تعكس تواضع الباحث.
المرجع: محاضرات مقياس تقنيات البحث في العلاقات العامة/ماستر 01 اتصال: الأستاذة حمايدية سارة، قسم علوم الإعلام والاتصال، جامعة 20 أوت 1955 سكيكدة.
تعليقات
إرسال تعليق