القائمة الرئيسية

الصفحات

نظرية النظم (الأنساق المفتوحة والأنساق المغلقة)

 

مدونة علوم الإعلام والاتصال




تأتي نظرية النظم في إطار النظريات الحديثة التي تقوم على نقد النظريات السابقة لأن كل منهن ركز على أحد متغيري التنظيم "العمل أو العامل" بينما يرى هذا الفكر أن التنظيم هو نسق مفتوح يتفاعل مع السياق العام، فدراسة أي تنظيم لابد أن تكون من منطلق النظم بمعنى تحليل كل المتغيرات وتأثيراتها المتبادلة.

تعريف النظم

نظام اجتماعي قائم على العلاقات المتبادلة بين أجزائها لتحقيق الهدف المنشود.

ويمكن تعريفها أيضا مجموعة من الأجزاء تتفاعل مع بعضها البعض بشكل منظم ومنسق للوصول إلى الهدف المتوخى.

كما يمكن تعريفها أيضا على أنها كل منظم أو مجموعة من الأنساق تم جمعها وربطها لتشكل وحدة كلية معقدة.

أما عن سير العمل في إطار نظرية النظم فإنها تعتمد على المعلومات الكمية والمعلومات التجريبية والاستنتاج المنطقي والأبحاث الإبداعية الخلاقة، وتذوق القيم الفردية والاجتماعية، ومن ثم دمجها داخل نسق متكامل يوصل المؤسسة إلى أهدافها المرسومة.

نمت هذه النظرية من قبل von berta lenffy وغيره من علماء البيولوجيا ذلك على اعتبار أن الكثير من الصفات تناسب الكائن الحي، فمن السهولة بمكان اكتشاف التماثل الجزئي بين الكائنات الحية والتنظيمات الاجتماعية، أي أن هناك تشابها ملموسًا بين تنظيم الجسم البشري وشكل المنظمة التي يوجدها الإنسان.

فضلاً عن دراسات william foute white الذي يرى أن المؤسسة لا تمثل نظاما مغلقا وإنما هي نظام مفتوح تتأثر بمجريات البيئة الخارجية الاجتماعية، هذه الأخيرة التي تشمل البيئة القانونية والاقتصادية والتكنولوجية والثقافية، والتي تتخذ شكل المحرك الرئيسي للسلوك الفردي داخل المنظمة.

بالإضافة إلى بحوث chester bernard حيث تقوم أطروحته على وجود نسق تعاوني مركب فيزيقيا بيولوجيا سيكولوجيا وسوسيولوجيا، والتنظيم بهذا المنطلق يمثل وحدة فرعية في نظام أكبر، ويضم وحدات أصغر منه تقوم على الفرد والتنظيم الرسمي وغير الرسمي، حيث يقول برنارد أن التنظيم يتأثر بجملة من القضايا في مقدمتها البيئة أو المناخ المادي للمحيط وكذا المناخ الاجتماعي الذي يعتبر أشد تأثيرا من الأول.


أنواع النظم

النظم المغلقة: 

هي تلك المنظمات التي لا تتأثر ببيئتها ولا تتفاعل معها كالساعة تتسم بالاكتفاء الذاتي والميل نحو السكون.


النظم المفتوحة: 

هذا النوع من التنظيمات يتفاعل باستمرار مع بيئته، حيث ترتبط الكثير من المتغيرات والعمليات التنظيمية الداخلية بمتغيرات المحيط الخارجي كالمواد والطاقات البشرية والمواد الخام وتغير طبيعة التفكير والتخطيط العام والقرارات الإستراتيجية والمنظومة الثقافية السائدة وهذه المؤثرات الخارجية تلعبُ دورًا مهمًا في تشكيل السلوك التنظيمي.


سمات الأنساق المفتوحة:

  • تعتبر التنظيمات الاجتماعية أنساقًا أكبر منها بطريقة معقدة ومركبة.
  • النظم المفتوحة لا يمكنها الاستمرار بمعزل عن البيئة الخارجية التي تحيط بها على اعتبار أن بينهما علاقة حيوية ديناميكية.
  • يمكن التعرف على الأنساق المفتوحة من خلال نظم إدارتها وسياستها وعلاقتها مع المحيط الخارجي.
  • النظام المفتوح يحتك ويتفاعل مع المحيط الخارجي وعليه فهو يحاول قولبة سياسته وفقًا لمتطلبات البيئة الخارجية.
  • هناك صلة وطيدة بين هذا النوع من المؤسسات ونوعية السلوك التنظيمي والخيارات والحلول.
  • يمكن فهم الأنساق الفرعية إذا تم استيعاب الكل.

مكونات النظم

تفترض هذه النظرية أن المؤسسة تتكون من مجموعة عناصر تتناول التأثير والتأثر فيما بينها وأيضا مع البيئة الخارجية، ويتكون النظام من العناصر التالية:


المدخلات: هي مجمل الموارد والتي تشكل المادة الأساسية اللازمة للعملية الإنتاجية وكافة عناصر البيئة الخارجية التي تؤثر في بناء التنظيم وتحديد الأهداف والاستراتيجيات والسياسات.

العمليات: يقصد بها مجموع الأنشطة التحويلية الفنية التي تساعد على تغيير طبيعة العناصر شكلاً ومضمونًا، والذي تم تحديده في شكل مخرجات ويدخل في هذا الإطار الوظائف الإدارية أيضا.

المخرجات: وهي النتائج المترتبة عن العملية التحويلية من إنتاج مادي ممثل في السلع والخدمات مقابل ثمن نقدي.

السياق: المقصود به البيئة الخارجية التي يتفاعل معها النظام والذي يعتبر بمثابة محدد للسلوك التنظيمي والتي توفر له متطلباته وتشبع حاجياته.

التغذية الرجعية: عبارة عن تدفق المعلومات المرتدة بين المؤسسة والبيئة الخارجية حول الآثار السلبية والايجابية للمخرجات.


تقييم نظرية النظم

الإيجابيات: 

تتمثل الفائدة الأساسية لهذه النظرية في أنها:

تجبر المديرين على النظر إلى التنظيم باعتباره كلاً متكاملاً مُكون من أجزاء تتفاعل مع بعضها البعض لتحقيق الأهداف.

تمد متخذي القرار في كافة المستويات الإدارية بالمعلومات التي تمكنهم من اتخاذ القرارات الإدارية بكفاءة.

أشارت إلى أهمية سلوك الفرد في التنظيم الرسمي وغير الرسمي.

السلبيات:

  • إن البساطة فيها أفقدتها قيمتها لأن جميع الظواهر يمكن النظر إليها كنظام، الأمر الذي لا يضيف كثيرًا من أدوات التحليل لتقصي واستقراء واقع التنظيمات.
  • تعلق نظرية النظم أهمية كبيرة على تكامل وتداخل أجزاء المنظمة، بحيث يؤدي أي خلل في أحد تلك الأجزاء إلى اختلال المنظومة ككل.
  • صعوبة تحديد العلاقةبين النظام والبيئة الخارجية وكذلك الحدود التي تفصل بينهما.
  • يؤخذ على هذه النظرية الميل الشديد إلى التجريد لأنها تنظر إلى الظواهر بطريقة نظرية صرفية.
  • الإغراق في تطبيق النظام قد يؤدي إلى فقد روح الألفة والانتماء للمنظمة والذي يؤدي في النهاية إلى ضعف الإنتاجية.


المرجع:محاضرات شلواش صليحة، نظرية النظم، سنة ثانية اتصال، قسم علوم الإعلام والاتصال، جامعة 20 أوت 1955 سكيكدة.

تعليقات

التنقل السريع