بحث حول نماذج الاتصال

  أي علم من العلوم يهدف إلى:

• زيادة فهمنا للظواهر (تتم عملية الفهم بواسطة نماذج رمزية).

• الوصول إلى تعميمات عن الظروف المحيطة تدعمها الأدلة العلمية الموضوعية.

• مساعدتنا على التنبؤ بالنتيجة.

وفقا للباحث لوين يجب دراسة الطبيعة المتناسقة والديناميكية للأحداث البشرية للوصول إلى نماذج أكثر فائدة وأكثر دقة.

مفهوم النماذج الإتصالية

النموذج عبارة عن أدوات رمزية تساعدنا على فهم الظاهرة أو النظام وإدراك العلاقات بين العناصر الأساسية في تلك الظاهرة.

* هو بناء رمزي يقوم الباحث ببناءه لكي تسهل عملية فهم الظواهر ومكوناتها الأساسية والعلاقات الموجودة بينها وكيفية تفاعلها.

الفرق بين النظرية والنموذج

• النظريات تبنى على النماذج التي تبسط الظاهرة تمهيدا لفهمها.

• النموذج يشبه الهيكل العظمي أما النظرية فهي كائن حي متكامل.

• نحن نصل إلى النظرية مرورا بالنماذج أولا.

• النظرية تركز على العلاقات الخارجية، أما النموذج فهو يركز على العمليات الداخلية الإدراكية للإنسان.

أهداف نماذج الاتصال

1/ تنظيم المعلومات: إطار يعزل المتغيرات الهامة ويصف دورها في العملية الاتصالية.

2/ تطوير الأبحاث العلمية: تجعل النظرية أبسط وأسهل للفهم.

3/ التنبؤ: بعد أن نفهم الظاهرة سنحاول أن نستفيد من النتائج التي حصلنا عليها.

4/ التحكم: بعد التنظيم والفهم والتنبؤ نصل إلى الهدف الأخير من أهداف النموذج وهو التحكم، أي السيطرة على الظواهر لاستخدامها لصالح الإنسان.

أنواع النماذج الإتصالية

التقسيم الأول حسب بارنلد:

1/ النماذج البنائية

تجزئ الظاهرة إلى عناصر ومتغيرات أساسية ويفصلها عن بعضها لتحديد طبيعتها زدراسة خصائصها بشكل أفضل.

2/ النماذج الوظيفية

تحديد كيفية تفاهل المكونات المختلفة للظاهرة.

التقسيم الثاني/

أولا: النماذج الخطية وتكون أحادية الاتجاه Linear Models

النماذج الخطية
نموذج أرسطو	الخطيب (المرسل) É الخطبة (الرسالة) É المستمع (المتلقي)   الخطابة: كانت الوسيلة الأساسية للاتصال السياسي في المدن الإغريقية (الاقناع الشفهي).
نموذج ابن خلدون	مرسل رسالة مستقبل
نموذج هارولد لازويل 1977	يقترح 5 أسئلة للتعبير عن الاتصال: من؟ يقول ماذا؟ بأي وسيلة؟ لمن؟ وبأي تأثير؟   من بين الانتقادات التي وجهت لهذا النموذج أنه تجاهل المجال أو المناخ الاجتماعي الذي تتم الاتصال في إطاره.
نموذج جورج جربنر	يتضمن 10 عناصر للاتصال:   شخص É يدرك حدث É ويستجيب É في موقف ما É عبر وسائل ليصنع É ليصنع مواد مناسبة É بشكل ما É وسياق Éينقل محتوى É له نتائج.
نموذج شانون وويفر	يعتمد على نظرية المعلومات التي قدمها الباحث كلود شانون عام 1948 تقوم على مفاهيم رياضية تجعل الاتصال شبها بعمل الآلات التي تنقل المعلومات.   مصدر ! ينقل رسالة ! عبر جهاز إرسال ! يحمل الرموز ! يحدث تشويش ! جهاز استقبال يتلقى إشارة !الهدف ..   ركز النموذج على مفهوم التشويش الذي يعني أي شيء يحدث في الرسالة مخالفا لما وضعه في المصدر.   الفقد هو أحد عناصر النموذج ويعني الغموض الذي يشعر به المتلقي في المعلومات أو وجود نقص فيه.   وبسبب الفقد والتشويش ركز النموذج على مفهوم التطويل والحشو في الكلمات أو المترادفات والجمل.
نموذج ديفيد برلو	(الموقف الاتصالي)   هو نموذج قديم جديد تم تطويره يتناول هذا النموذج العمليات التي تصاحب المواقف الاتصالية ويحدد العوامل المسئولة عن نجاح وفشل العمل الاتصالي وعلاقة كل عنصر من العناصر.   المصدر ! الرسالة ! الوسيلة ! المتلقي   يحتوي هذا النموذج على عنصرين فرعيين هما:   1/ المرمز Encoder   يضع الرسالة في شكل رموز codes ، الجهاز الصوتي في الانسان (الاتصال الشفهي). الاتصال المطبوع أو المسموع أو المرئي (الآلة الميكانيكية أو الإلكترونية). 2/ جهاز فك الشيفرة Decoder   يقوم بفك رموز الرسالة مثلا: الأذن في حالة الاتصال الشفوي اللفظي. العين: الغير لفظي.

ثانيا: النماذج التفاعلية، ثنائية الاتجاه Interaction Models

تنظر إلى الاتصال كعملية، وتراعي العديد من الاعتبارات كالجماعات واتجاهات الفرد والظروف الاجتماعية وليس فقط الرسالة الإعلامية.

النماذج التفاعلية
نموذج روس	نموذج تفاعلي يعتمد على ستة عناصر أساسية هي: المرسل ! الرسالة ! الوسيلة ! المتلقي ! رجع الصدى !السياق يؤكد روس على أهمية الظرف أو المناخ العام context يتضمن هذا السياق العام مشاعر واتجاهات وعواطف المرسل والمستقبل.
نموذج شرام  1954/1971	استخدم العناصر الأساسية في نموذج شانون وويفر مع إضافة عنصرين جديدين هما:  رجع الصدى والخبرة المشتركة. أضاف إلى النظام البنائي الذي أشار إليه شانون النظام الوظيفي أي تأثير التعلم على السلوك والجوانب الدلالية. الإطار الدلالي للمرسل والمستقبل وأهمية الخبرة المشتركة في تسهيل الاتصال وتوصيل المعاني. المصدر يضع أفكاره في رموز ويستطيع المتلقي أن يفط الكود بناءً على أساس الخبرة المشتركة. تقليل الجهد على المتلقي في إدراكه للرسالة. اختيار الرسالة = قدر الجزاء – قدر العقاب/ الجهد المطلوب  إن كان الجهد لفهم الرسالة كبير القائم بالاتصال يزيد الجزاء ويقلل العقاب. يقول ولبر شرام: يسعى الفرد للتعرض إلى أنواع الرسائل التي كانت مجزية له في الماضي. رجع الصدى ضروري. التغلب على التشويش noise وعدم اليقين entropy  من خلال التكرار redundancy المتلقي يتأثر بما يطلق عليه عوامل انتقائية   selectivityوتشمل التعرض الانتقائي، الإدراك الانتقائي، الاحتفاظ بالمعلومات، بشكل انتقائي أيضا.

التقسيم الثالث/

• نماذج الاتصال الذاتي.

• نماذج الاتصال بين فردين.

• نماذج الاتصال الجماهيري.

أولا/ نماذج الاتصال الذاتي

الاتصال الذاتي هو ما يحدث داخل الإنسان: بين الانسان ونفسه فيتحول تلقائيا إلى مصدر ومتلقي (مرسل ومستقبل في آن واحد).

فيقوم الإنسان بنفسه بصياغة المعاني ووضعها في رموز وإرسالها ثم استقبالها وإضفاء معاني عليها.

وتتأثر عملية الاتصال الذاتي بنظرة الشخص للحياة وبكل الاعتبارات الشخصية والموروثة والاجتماعية، فالإنسان يأتي إلى هذا العالم وليس لديه معانٍ، ثم سرعان ما  يصبح ماضيه أساس حاضره، والحاضر طريق المستقبل.

وتنبع أهمية فهم الاتصال الذاتي من أنه بداية الفهم لعملية الاتصال مع الآخرين لأن طريقة الاتصال التي تحدث داخل الإنسان هي التي تتحكم في اتصاله مع غيره، فالإنسان الذي يسير في الطريق لا يسير منعزلا عما يجري حوله، محيطه الخارجي يشكل له مدركات يصيغها على أساس اعتبارات كثيرة من بينها: ثقافته، خبراته، انتماءاته الدينية والسياسية..

نموذج باركر وويزمان

منبهات داخلية ومنبهات خارجية ← يستقبلها العقل في شكل نبضات عصبية ← يختار العقل بعض هذه المنبهات ويفكر فيها ← عملية التمييز ← اختيار منه نهائي/ مرحلة التفكير، التخطيط وترتيب الأفكار ← مرحلة التأهب للظهور/ وضع الترميز ← ثم رجع الصدى (استماع الفرد لنفسه.

نموذج بولدنج

لم يصمم نموذج بولدنج لوصف الاتصال الذاتي ولكنه يهتم بسلوك الفرد، كما يرى بأن الإنسان وهو ينمو يطور تصورا منظما للعالم ليخلق بناءً له فأي تجربة جديدة يتم استقبالها وتفسيرها بطريقة من أربع:

1/ إما تضيف إلى التصور الحالي معلومات جديدة.

2/ تدعم التصور الحالي.

3/ تحدث مراجعات طفيفة على هذا التصور.

4/ تؤدي إلى إعادة بناء هذا التصور بشكل جديد ويتوقف التغيير الذي تحدثه تلك التجربة على قوة واستقرار التصور الحالي.

نوع التجربة التي يتعرض لها الإنسان وتنطبق هذه النظرية على الاتصال الذاتي على النحو التالي:

ما سيفعله الفرد بالمدركات التي تأتي إليه؟

كيف يعطي لتلك المدركات معنى؟

نموذج سامويل بويس

يصور الإنسان وكأنه مفاعل دلالي.

وجود 4 مجالات للنشاط تتداخل مع بعضها في الوقت نفسه داخل الإنسان: المجال الكهروكميائي، المجال الذي يتحرك ذاتيا، الشعور، التفكير).

يصف الأسلوب الذي يدرك الفرد بمقتضاه الظروف المحيطة به ويفسرها ويتفاعل معها.

نموذج بارلند

يهتم هذا النموذج بالعلاقة الوظيفية التي تحكم الجوانب التكوينية ويؤكد أن الاتصال عملية، يركز على العلاقات الفعلية التي تدخل في ظاهرة الاتصال، وضع الفكر في كود وفك الكود.

اهتم النموذج بالدلالات التي تضع التأثيرات الداخلية والخارجية وهي:

1/ الدلالات العامة وهي نوعين: 

2/ الدلالات الخاصة (مثل الإحساس بالألم).

3/ دلالات سلوكية غير لفظية (مثلا رؤية الشخص لانعكاس صورته في المرآة) ..

ثانيا/ نماذج الاتصال بين فردين (الاتصال الشخصي)

يندرج ضمنه: 

نموذج روس

يتكون نموذج روس من المرسل والمستقبل والرسالة والقناة ورجع الصدى، يرى أن عملية الاتصال تتأثر بمشاعر واتجاهات ومعلومات كل من طرفي الاتصال، فإذا كانت الرسالة غير واضحة فهذا يعني عدم قدرة المستقبل على فهم الرسالة الأصلية كما أرسلت.

ويقدم روس توضيحا لعملية الاتصال الثنائية حسب نموذجه فعندما يقوم المرسل باختيار الفكرة التي يريد إرسالها حسب وجهة نظره فإنه يقوم بتشفيرها بطريقة تناسب ظرفه الاتصالي، ثم تنقل هذه الرسالة باستخدام وسيلة (رموز، لغة، أحد الحواس) يستقبلها المتلقي ويقوم بفك الشيفرة بناءً على معرفته وخبراته واتجاهاته نحو الرسالة (ظرف الرسالة).

الأمر الذي من شأنه إحداث استجابة قبله، وهو ما يسمى رجع الصدى وهي ردود فعل المتلقي الداخلية والخارجية بناء على ظرف الرسالة التي استقبلها.

وهنا تكمن قوة هذا النموذج التفاعلي بالتأكيد على أهمية الظرف أو المناخ العام لعملية الاتصال.

نموذج شانون وويفر (انظر فوق)

نموذج ويستلي وماكلين westey and maclan

يعرف هذا النموذج باسم نموذج ABCX ويفترض أن الاتصال يتكون من مجموعة من الأحداث، هذه الأحداث يدركها "مصدر" A هذا المصدر يقوم بدوره بنقل المعلومات التي توفرت له إلى وسيلة إعلامية C والتي بدورها تقوم بإعادة نقل هذه الرسالة أو المعلومات إلى مستقبل B 

مثال/ لنفترض أن الحدث (x) هو اغتيال الرئيس وأن A هو شهود العيان، فإن خبر الاغتيال سينقله A إلى مندوبي الأخبار في وسائل الإعلام C وتقوم وسائل الإعلام C بدورها بنقل هذا الخبر إلى الجماهير B وسيحاول مندوبي الأخبار في وسائل الإعلام C الحصول على صور وأفلام ومشاهدات لتوضيح كيفية الاغتيال من شهود العيان A بينما تطلب الجماهير B المزيد من المعلومات من وسائل الإعلام حول الحادث وأيضا من شهود العيان A

نموذج ديفيد برلو 

ثالثا/ نماذج الاتصال الجماهيري

نماذج شرام

1954/1971 قدم فيه العناصر الأساسية في نموذج شانون وويفر مثل رجع الصدى والتشويش.

أضاف النظام الوظيفي: تأثير التعلم على السلوك، والجوانب الدلالية (الإطار الدلالي للمرسل والمتلقي، أهمية الخبرة المشتركة).

ينظر للاتصال الجماهيري على أنه عملية دائرية "كل فرد يضع مفرداته في كود ويفسر ما يتلقاه ويستجيب)

التحليل الوظيفي لوسائل الاتصال تشارلس رايت

يركز هذا النموذج على الوظائف والأدوار التي يقوم بها الإعلام في إطار الوظيفة الاتصالية والعملية الاتصالية بشكل عام.

حسب النموذج فإن تحديد أدوار الإعلام يفهم في سياق الفهم الشامل لطبيعة جمهور الإعلام وطبيعة التجربة الاتصالية وطبائع القائم بالاتصال والمؤسسات الإعلامية كمؤسسات اجتماعية أساسا.

ويجب على السؤال الآتي:

ما هي المهام أو النتائج الظاهرة والكامنة التي تعود على المجتمع والأفراد من خلال تعرضهم لمواد الإعلام المنشورة في وسائل الإعلام؟

نموذج ملفين دوفلور عن وسائل الإعلام كأنظمة اجتماعية

مضمون وسائل الإعلام "المنخفض الدوق" هو العنصر الأساسي الذي حافظ على استقرار النظام (حافظ على توازنه المالي) ..

عدم تأثر وسائل الإعلام بالنقد القوي الموجه لها يحتاج إلى تفسير.

ندرس "الوظيفة" التي يؤديها المضمون الهابط في نطاق نظام معين.

*التحليل الوظيفي يركز على ظاهرة معينة تحدث في نطاق اجتماعي، يحاول أن يظهر كيف أن لهذه الظاهرة نتائج تساهم في استقرار ودوام النظام ككل.

التأثير السلبي للظاهرة يعني أن وسائل الإعلام "غير وظيفية".

*وظيفة المضمون هو الحفاظ على التوازن المالي للنظام الاجتماعي.

الصعوبات التي تواجه الباحث عند وضع نماذج الاتصال

1/ تجميد العملية الاتصالية.

2/ إغفال بعض العناصر أو الفصل بين عناصر لا يمكن الفصل بينها في الواقع.

3/ استخدام اللغة في الوصف واللغة نفسها عملية متغيرة من وقت لآخر.