القائمة الرئيسية

الصفحات

 

نظرية تحليل الإطار الإعلامي (نظرية الصياغة) Framing Theory

تعد نظرية الأطر الإعلامية واحدة من الروافد الحديثة في دراسات الاتصال، إذ تقدم هذه النظرية تفسيرا منتظما لدور وسائل الإعلام في تشكيل الأفكار والاتجاهات حيال القضايا البارزة وعلاقة ذلك باستجابات الجمهور المعرفية والوجدانية لتلك القضايا، حيث تفترض هذه النظرية :

 "أن الأحداث لا تنطوي في حد ذاتها على مغزى معين وإنما تكتسب مغزاها من خلال وضعها في إطار frame، يحددها وينظمها ويضفي عليها قدرا من الاتساق عن طريق الاهتمام ببعض جوانب الموضوع وإغفال جوانب أخرى منه، ليكون الإثار بمثابة الفكرة المحورية التي تنتظم حولها الأحداث الخاصة بقضية معينة".

ونظرية الأطر هي المستوى الثاني من النظرية الأم "نظرية وضع الأجندة"، حيث يشتركان في التركيز على العلاقة بين القضايا السياسية العامة في الأخبار وإدراك الجمهور لهذه القضايا (عما يتحدث أو يفكر الجمهور) ونظرية الأطر تزيد على ذلك من خلال بحث كيفية تفكيرهم.

الأجندة تهتم ببروز القضايا 👈 الأطر تهتم ببروز سمات هذه القضايا ..

الإطار الإعلامي لقضية ما: انتقاء متعمد لبعض جوانب الحدث وجعلها أكثر بروز في النص الإعلامي.

عرفه "جوفمان" هو بناء محدد للتوقعات التي تستخدم لتجعل الناس أكثر إدراكًا للمواقف الإجتماعية في وقت ما".

التأطير/ يعرفه حسني نصر

عملية اختيار أو انتخاب عدد قليل من العناصر من الواقع المدرك وتركيب أو تجميع قصة خبرية توضح الارتباط بين هذه العناصر، وذلك لتأسيس أو تعزيز تفسير خاص للواقع، وتعمل الأطر على تشكيل وتعديل تفسيرات الجمهور وتفضيلاتهم من خلال عناصر الإبراز، وبالتالي فالإطار يقدم أو يطرح الحدث ويضفي أهمية على زوايا أو أفكار محددة فيه، لحدث الجمهور المستهدف على التفكير واتخاذ قرار حياله بطريقة معينة.

* التكرار والتدعيم لإبراز الإطار.

* اختلاف وسائل الإعلام في تحديد الأطر الإعلامية يؤدي إلى اختلاف أحكام الجمهور.

* نظرية التأطير الإعلامي تعنى بتحليل المحتوى غير الصريح للرسالة الإعلامية (التركيز على جوانب قضية وتجاهل جوانب أخرى.


تشكيل الأطر الإعلامية/ إعادة تنظيم الرسائل والنصوص الإعلامية الخاصة بهذه الوقائع والأحداث ووضعها في سياقات أو أطر إعلامية ← تؤكد معنى معينا أو تنفيه.


تاريخ نظرية تحليل الإطار الإعلامي

تعود بدايات فكرة قيام وسائل الإعلام بوضع الأطر حول الواقع إلى كتابات "والتر ليبمان" عن دور الإعلام في تشكيل إدراك الجمهور للواقع في عشرينيات القرن 20، ولكن لم يظهر مصطلح الإطار Frame في مجال الدراسات الإعلامية إلا في السبعينيات على يد عالم الاجتماع "جوفمان" Erving Goffman  عام 1974.

حيث حدّد بدقة مصطلح الأطر والإجراءات المتبعة في هذا النوع من التحليل، وذلك في كتابه الرائد والمعنون باسم "تحليل الأطر" Framing Analysis حيث أشار جوفمان في هذا الكتاب إلى أن الإطار هو:

العمليات التي يقوم بها الإنسان في تصنيف وتنظيم وتفسير الواقع والتي تسهل عملية فهم المعلومات ووضع الأحداث في سياقها".

ويرجع أول تطبيق علمي لتحليل الأطر في الدراسات الإعلامية إلى الباحثة توشمان في دراستيها عامي 1976/1987 حيث وظفت تحليل الإطار بوصفه أداة منهجية لتحليل المضمون الإخباري في وسائل الإعلام المختلفة، بينما يرجع أول تطبيق علمي يتسم بالدقة النظرية والمنهجية إلى الباحث إنتمان في دراساته المتعددة خلال أعوام (1993/1991/1989) حيث ربط الباحث بين تحليل الأطر وتمثيل المعلومات من قِبل أفراد الجمهور.

وفي عام 1997 طوّر ريشارت دليل استخلاص الأطر بوصفه أسلوبا كميا لتحليل المحتوى الظاهر فضلاً عن المحتوى الضمني في الرسالة الإعلامية، وذلك بهدف الوقوف على الأطر السائدة في تغطية وسائل الإعلام للقضايا العامة.

وسائل الإعلام لا تخبرنا بالقضايا التي يجب أن نفكر فيها فقط وإنما توجهنا أيضا نحو كيفية التفكير في تلك القضايا.

وظائف لتحليل الإطار الإعلامي 

يحددها إنتمان:


مدونة علوم الإعلام والاتصال

ويمكن بلورة وظائف الإطار الخبري في ضوء مستويين رئيسيين كالآتي:

المستوى الأول/ البناء الموضوعي للنص

ينعكس من خلال إظهار ميل المحررين لوضع أسباب القصة الإخبارية في شكل أقوال واضحة، أو عن طريق ربط الملاحظات بالاقتباس المباشر من مصدر إخباري معين.

المستوى الثاني/ الاستنادات الضمنية

تشير إلى الاختيارات الأسلوبية البلاغية التي يقوم المحرر بانتقائها لتدعيم الفكرة المحورية والتأكيد عليها.

ويفرق "ايانجر" و"سيمون" بين نوعين من الأطر المستخدمة في إضفاء المعنى أو المغزى:

1/ الإطار المحدد

يربط بين الحدث ومدركات ملموسة: مثل أحداث 11 سبتمبر 2001 ووضعها في إطار التقصير الأمني في الولايات الأمريكية المتحدة.

* أطر ملموسة ومحددة يمكن مناقشة أبعادها وتلمس مشكلاتها وحلولها.

2/ الإطار العام (المجرد)

مثلا: وضع أحداث سبتمبر في إطار الإرهاب الدولي.

مدونة علوم الإعلام والاتصال


مستويات تناول الأطر الإعلامية

1/ تحديد مرجعية تساعد في عملية تمثل المعلومات واسترجاعها من الذاكرة.

2/ وصف السمات التي تمثل محور الاهتمام في النص الإعلامي.


ويتضمن تحليل الإطار الإعلامي ثلاثة مكونات أساسية

1/ البناء التركيبي للقصة الإخبارية.

2/ الفكرة المحورية.

3/ الاستنتاجات الضمنية.

ويتحكم في تحديد الإطار الإعلامي 5 متغيرات أساسية

  • مدى الاستقلال السياسي لوسائل الإعلام.
  • نوع مصادر الأخبار.
  • أنماط الممارسة الإعلامية.
  • المعتقدات الأيديولوجية والثقافية للقائمين بالاتصال.
  • طبيعة الأحداث ذاتها.

تصنيفات الأطر الخبرية 

أولا/ وفقًا لطبيعة الإطار

ينقسم إلى قسمين:

الإطار العام: وهو الإطار الذي يتناول القضايا من خلال سياق أشمل ومنظور مجرد دون تحديد وقائع وأحداث بعينها.

الإطار المحدد: يركز على شرح القضايا المثارة من خلال طرح نماذج ملموسة ووقائع محددة مثل حادث اغتيال أو انفجار مبنى.

ثانيا/ وفقا لطبيعة الصراع

يؤكد على عنصر الصراع بين الأفراد والمؤسسات، وكثيرًا ما يستخدم أثناء الحملات الإنتخابية، كما يرتبط إطار الصراع بإستراتيجية التقرير الإخباري وبعوامل المكسب والخسارة، كموضوه رئيس مع التركيز على طريقة أداء الفرد أو الحزب أو ما يسمى "بإطار سِباق الخيل".

وينقسم إطار الصراع إلى ثلاثة مستويات كالآتي:

صراع عنيف كبير: مثل أحداث القتل، العنف، الاغتيال، الارهاب.

صراع متوسط: مثل قضايا الفساد والرشوة.

صراع محدود: مثل أخبار الفن والرياضة والبيئة.

ثالثا/ وفقا للقوالب أو الموضوعات 

أطر الخير - الشر: أهم الأطر المستخدمة في تناول الأخبار الأجنبية، أما الآن فقد تحول إلى إطار أخلاقي يصور الولايات الأمريكية المتحدة والغرب على أنهم جانب الخير الذي يحاول محاربة الشر.

أطر القوة والسيطرة: هو الإطار الذي يتعامل مع الصفوة كمصدر للمعلومات، ويعد نفسه حارسا أمينا للرأي العام، والتعرف على السبل المختلفة التي تصاغ منها الإطارات الإعلامية وكيفية صياغة تكثيف إعلامي معين.

إطار البريئ والمظلوم: يمثل أحد الطرفين المتصارعين كبريء أو ضحية والظرف الآخر كمتهم أو ظالم، وفقًا للطرف المراد جذب الرأي العام للتعاطف مع قضيته.

إطار المنفعة الإستراتيجية: الإطار الذي يعمل على تفسير الموضوع من خلال البعد الجغرافي السياسي وينقسم إلى:

مدونة علوم الإعلام والاتصال
إطار الجيران المتعاركين: مثلا التعصب الفكري بين فريقين، الضغائن ...

إطار التعنت العربي: يشير إلى العرب لرفضهم إعطاء إسرائيل حق الحياة.

إطار التوسع الإسرائلي: يعكس التوجهات الإستعمارية لإسرائيل.

إطار الاهتمامات الإنساني: يركز على الجانب الشخصي والعاطفي للحدث، تشخيص الموضوع بشكل درامي عاطفي لجذب الجمهور.

إطار المسئولية: يقدم مسئولية التسبب في المشكلة، وإمكانية حلها على عاتق الحكومة.

إطار النتائج "المردود الإقتصادي": إبراز النتائج الاقتصادية للحدث أو القضية.

الإطار الأخلاقي: يشتمل على رسالة أخلاقية.

رابعا/ طبقا لبروز السمات

ينقسم إلى نوعين من السمات/

مدونة علوم الإعلام والاتصال


مثال عن نظرية الأطر الإعلامية

تتضح أهمية التأطير في المجال الدولي في أن معظم الناس يعتمدون بدرجة كبيرة على وسائل الإعلام في تكوين معارفهم ومعلوماتهم تجاه الشئون الدولية، ولذلك فإن الإعلام يقوم بدور مهم في تشكيل إدراكات الجمهور تجاه الدول الأخرى، وهو ما يقوم به التأطير الإعلامي للشئون الخارجية والدولية، كما أن التأطير يُعد أسلوبًا ملائمًا لاختيار مكانة وسائل الإعلام في السياق الدولي، لأن الأطر ذات تأثير ضمني في إدراك الجمهور لأثر الثقافات المختلفة في القضايا المطروحة.

مثال 1/

قامت وسائل الإعلام الغربية بوصف الحرب الأمريكية على العراق عام 2003 بأنها عملية تحرير العراق.

بينما وصفتها وسائل الإعلام العربية بأنها "الهجوم الأمريكي على العراق" والارهاب الأمريكي على العراق.

مثال 2/ 

أطر التناول الإعلامي لحادثة شارلي إيبدو من خلال الإعلام الدولي تم تأطير الحادثة كجريمة إرهابية قام بها مسلمون حيث وضعت في إطار محدد والمتمثل في إبراز الجريمة وربطها بالإرهاب وفق ظاهرة الإسلاموفوبيا والتخويف من كل ما هو إسلامي.

وتم تجاهل الحديث عن وفاة شرطي عربي مسلم من أصول جزائرية والصحافي العربي المسلم من أصل جزائري أيضا في الحادثة نفسها.

وقام الإعلام الدولي بإغفال حقيقة منفذي الجريمة وهم مواطنين فرنسيين من إنتاج المجتمع الفرنسي.

فتمت عملية التأطير لهذه الحادثة كعمل إرهابي في السياق الإجتماعي والسياسي والثقافي للمجتمعات الغربية (المناهضة للإسلام).

الخبر ليس بريئا ولا يقدم للجمهور كما هو وإنما يصنع ويفبرك ويبرز وفق معايير محددة تندرج ضمن التأطير الإعلامي.

مثال 3/ قضية العنف السياسي في إطار الاهتمامات الأمنية 

السبب/ جماعات إرهابية

الأحكام الأخلاقية/ اعتناق تلك الجماعات لأفكار خاطئة

اقتراح سبل العلاج/ تكثيف المواجهات الأمنية.

نقد نظرية تحليل الإطار الإعلامي 

لا تقدم في أغلب الأحوال تغطية موضوعية للحدث، بل تقوم باختيار وسرد الحقائق، بشكل يعيد صياغة أسلوب فهم العامة بما يتفق مع رؤى القائم بالاتصال، وتوجهاته، وأهدافه، هذا فضلاً عن اتفاق الإطار الإخباري أو الفكرة المركزية مع النسق الاجتماعي والثقافي والاقتصادي السائد، ومن ثم تفتقد الأخبار إلى التكوين البنائي إن لم يتم ربطها ووضعها ضمن سياق مقبول ومحدد يدعمها ويزيد من تماسكها، وتأثيرها على الوعي والإدراك، ونظرا لهذا الارتباط الديناميكي بين الاتصال والسياقات المختلفة في المجتمع، فهناك ضرورة للتنسيق ما بين أوجه نشاطه، وبين القطاعات الأخرى والأنماط التنظيمية والمهنية والاقتصادية والتشريعية لتقييم العملية السياسية وذلك عن طريق قياس مدى التغيرات التي تحدثها الأطر المستخدمة في الأنظمة السياسية المختلفة.

انظر/ نظريات الإعلام والاتصال

المراجع/

  • حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، الاتصال ونظرياته المعاصرة، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 2003.
  • حسني نصر، نظريات الإعلام، دار الكتاب الجامعي، الإمارات، 2015.
  • المواقع الإخبارية والحراك السياسي العرب، غادة البطريق، أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، مصر، 2017.

تعليقات

التنقل السريع