مدخل/
برزت تساؤلات رافقت التطورات الحديثة في تكنولوجيا الإعلام، مفادها هل يمكن تطبيق فروض نظرية حارس البوابة على الإعلام الجديد، كما كانت تطبيق على وسائل الإعلام التقليدي؟
ولاسيما أن هذه التكنولوجيا أتاحت للفرد التعرض للمضامين من دون الحاجة إلى فلترة القائم بالاتصال أو حراس البوابة، لكن من جهة أخرى يرى البعض أن حارس البوابة لم يختفي في الإعلام الجديد.
والإعلام الجديد هو إعلام متعدد الوسائط، أحدث ثورة نوعية في المحتوى الاتصالي الذي يتضمن مزيج من النصوص والصور وملفات الصوت ولقطات الفيديو، ومجموعة من الخصائص المميزة جعلت العالم قرية صغيرة، وأصبح ما هو متاح لا يخضع إلى مقص الرقيب ولا تمر بحارس البوابة.
انظر/ مميزات الإعلام الجديد
وأصبح من الواضح أن الإعلام الجديد من خلال التدوين قد ألغى دور حارس البوابة، بحيث أصبح المدون يتحكم فيما يكتب وينشر دون اعتبار لمؤثرات خارجية اعتاد حارس البوابة في الاعلام التقليدي الرضوخ لها.
والآن يتساءل الباحثين:
ما هو تأثير البيئة الإعلامية الجديدة على عملية حراسة البوابة؟
طبيعة حراس البوابة العاملين في البيئة الجديدة وسماتهم وكيف تتأثر وظيفتهم؟
حراسة البوابة في البيئة الإلكترونية
يوجد فريقين، أحدهما يرى أن مفهوم حارس البوابة لم يعد قائما في ظل هذه البيئة الإعلامية الجديدة والبعض الآخر يرى أنه مازال صالحا للتطبيق.
الرأي الأول/
اختفى حارس البوابة في البيئة الإعلامية الإلكترونية، حيث أصبح بإمكان الجميع الحصول على المعلومات من عدة مصادر وبوجهات نظر مختلفة، دون حارس يقوم بفلترة الرسائل قبل أن تصل إليه.
كما أصبح بمقدور أي فرد القيام بوظيفة حارس البوابة سواء كان إعلاميا أو من الجمهور المستقبل، فمن جهة لم يعد الإعلامي يحسب للظروف الخارجية (مثل السياسة الخارجية للقناة التي ينتمي إليها) ومن جهة أصبح الجمهور يختار المصادر والموضوعات وما يلبي لحتياجاته واهتماماته كما يريد.
ويرى أنصار هذا الرأي أن القيود التي كانت تفرض على حارس البوابة في الإعلام التقليدي لم يعد لها وجود، الضغوط السياسية أو ضغط الممولين ..
وظهر إعلاميين جدد، لا يتعرضون لأي ضغوط (ضغوط مهنية، الوقت، المساحة لوضع الأخبار، ترتيب الأجندة)، يمتلكون مواقعهم الخاصة، هم فقط الذي يرسمون حدود نشاطهم.
كما أصبح حراس البوابة غير معروفين الهوية في بعض الحالات ويفتقدون للمصداقية ..
الرأي الثاني
يرى أنصار هذا الرأي أن حراس البوابة مازالوا يتواجدون في الإعلام الجديد، يمارسون ذات المهام، ويؤكدون على أن مهمة الغربلة لم تختفي تماما،
وظهر أنواع جدد من حراس البوابة، يتزايد الحاجة لهم، خاصة في ظل الانفجار المعلوماتي الذي نشهده، يقومون بوظائف قريبة من وظائف حراس البوابة في الإعلام التقليدي (أصبحوا يسهلون عملية تلقي المعلومات وتداولها واختيارها).
وتزاد أهمية حراس البوابة في الإعلام الجديد لأن الجمهور أصبح يواجه صعوبات في تقييم جودة ومصداقية الرسائل التي يتلقاها، وهذا ما يؤكد الحاجة إلى حراس بوابة محايدين يساعدون في عملية الاختيار والتقييم لهذا الكم الهائل من المعلومات.
الضغوطات التي يتعرض لها حراس البوابة في الإعلام الجديد
- ضرورة التكيف مع عامل السرعة في البيئة الالكترونية الجديدة.
- صعوبة تحري القيم المهنية وهي تحري الدقة والتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها.
- حداثة التكنولوجيا التي يتم توظيفها إعلاميا، فضلا عن تطورها المستمر.
- شدة المنافسة مع الكم الهائل من البدائل.
- صعوبة إثبات المصداقية (مصداقيتك كمصر) وصعوبة إثبات مصداقية مصاردك (التي تتعامل معها).
- ضخامة المعلومات وصعوبة معالجتها وحتى أرشفتها.
الفرق بين حراس البوابة في البيئة الإعلامية التقليدية والإلكترونية
حراس البوابة في البيئة التقليدية | حراس البوابية في البيئة الالكترونية |
ازدياد عدد حراس البوابة الذين يقومون بالمهام التحريرية للمادة الإعلامية | فرد واحد يقوم بعدة مهام في ذات الوقت (تزداد قراراته وتحمله للمسؤولية وعدد المهام التي يقوم بها) |
وجود عدة بوابات تمر من خلالها المعلومة وقد تتعرض للتشويه | يمكن اختزال البوابات الاعلامية إلى بوابة واحدة |
جمود في طبيعة الرسالة ترتبط بنوعية الوسيلة التقليدية (سمعية/ مكتوبة/ سمعية مرئية). | أشكال ووسائل جديدة في توصيل الأخبار |
الجهد الأكبر في الحصول على المعلومة | تأثر كم وكيف المادة الإعلامية وطرق الإنتاج وأصبحت أكثر تنوع ولهذا الجهد الأكبر في معالجة المعلومات وصياغتها وتحريرها |
المصداقية تزداد | سهولة التعدي على أخبار الآخرين ونسبها لغير أصحابها وتشويه وتحريف المضمون الاعلامي |
الخوف من فرض عقوبات | حرية أكبر في نشر المعلومات |
الالتزام ببرنامج دقيق | تراجع تأثير بعض القيود الروتينية والتنظيمية والتقليدية مثل موعد الطبع والإذاعة |
يزداد تأثير نفوذ المصادر | يقل وأحيانا ينعدم |
خلاصة/
يمكن القول أن حراسة البوابة لا تزال ملائمة للبيئة الإلكترونية، رغم تغير الأدوار والوظائف بسبب تغير البيئة، وأصبح دورهم الكبير يتمثل في تغليف وتفسير المعلومات الهائلة .
تعليقات
إرسال تعليق