القائمة الرئيسية

الصفحات

الاستراتيجية العامة للمؤسسة (مفهومها وتاريخ ظهورها)

الاستراتيجية العامة للمؤسسة

 الإستراتيجية والسياسة العامة للمؤسسة

تدل السياسة العامة للمؤسسة على مجموعة المبادئ والقيم الموجهة لنشاط المؤسسة بوجه عام وهذه المبادئ والقيم هي محصلة المكونات الثقافية والتكوينية لأصحاب المؤسسات وقيادتها وكذا مؤثرات المحيط الذي تعمل فيه.

هذه المبادئ والقيم تمثل الإطار المرجعي لسلوك المؤسسة أي تجرى في هذا الإطار وعليه فإن استراتيجية أية مؤسسة محكومة بالسياسة العامة لهذه المؤسسة أو لنقل أن أية إستراتيجية مؤسسة يجب أن تكون منسجمة والسياسة العامة لهذه المؤسسة، وهذا يعني أن الأهداف الإستراتيجية وكذا وسائل وأساليب تحقيقها يجب أن تكون منسجمة مع أصحاب المؤسسة وقيادتها بشكل عام والمعايير المرجعية التي تم انتهاجها.

ويجدر التمييز في هذا الصدد بين مفهوم السياسة العامة للمؤسسة وبين السياسات التنفيذية أو الوظيفية كسياسة المخزون وسياسة الشراء وسياسة المبيعات وسياسة الإشهار وغيرها اللتي يكتر تداولها مع التنبيه إلى أن هذه السياسات التنفيذية وهي كلها تمثل تجسيدًا للإستراتيجيات الوظيفية للمؤسسة يجب أن تكون منسجمة والسياسة العامة للمؤسسة.[1] 

تاريخ  ظهور الإستراتيجية

مصطلح "استراتيجي" من منظور تقليدي يعكس جذورا عسكرية قوية، يستخدم القادة العسكريون الاستراتيجية في التعامل مع خصومهم عبر سنوات التاريخ الإنساني، وقد فكر عددا كبيرا من أصحاب النظريات العسكرية مليا وكتبوا حول الاستراتيجية من زوايا مختلفة كثيرة.

المقدمة المنطقية الأساسية في الاستراتيجية أن أحد الخصوم يمكن أن يهزم منافسه حتى إذا كان الخصم الأكبر والأكثر قوة إذا استطاع أن يناور الذكاء في المعركة أو يشتبك على أرض مواتية [2] لإمكانيته ومهاراته الذاتية.

ومع التطور الزمني ارتبط مفهوم الإستراتيجية بالسياسة حيث عرفها الكاتب lideell  على أنها: "الاستراتيجية هي فن توزيع واستخدام الوسائل الحربية[3] للأهداف السياسية" ..

كما تعرف الإستراتيجية في المعنى العام هو علم وفن استخدام القوى السياسية والاقتصادية  والعسكرية لدولة ما من أجل توفير أقصى الدعم للسياسة اللتي تتبناها الدولة سواء في زمن السلم أو الحرب.

وهي في المعنى الاقتصادي تنطوي على تخطيط طويل المدى في صد استخدام كافة الموارد المتاحة في المجتمع من أجل تحقيق هدف نهائي لحركة اجتماعية في المجال الاقتصادي.

أما في علم الادارة فعرفها (tomas) 1988 بأنها: "خطط وأنشطة المنظمة التي يتم وصفها بطريقة تضمن خلق درجة من التطابق بين رسالة المنظمة وأهدافها وبين هذه الرسالة والبيئة التي تعمل بها بصورة فعالة وذات كفاءة عالية".. [4] 

 أما ظهور الاستراتيجية في التسيير فقد ظهرت عمليا مع بداية الستينات حيث أصبحت أغلب المؤسسات الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية مزودة بخطة استراتيجية تتناول خصوصًا اختيار مجالات النشاط و طبيعة وكثافة اندفاع المؤسسة فيها.

فكريًا يقترن ظهور وإرساء الإستراتيجية في علوم التسيير خصوصا بأعمال (Anoff Schaandler) وباحثي H.B.S فمؤلف Schandler المعنون « strategy and structure» الذي نشر سنة 1962 سلط الضوء على العلاقة بين الإستراتيجية وهيكلة المؤسسة بمقاربة تاريخية تناولت تطور الهياكل التنظيمية والإستراتيجيات لأهم الشركات الأمريكية فتوصل إلى نتيجته الشهيرة "الإستراتيجية تسبق الهيكلة"  كما تطرق إلى مراحل إعداد الإستراتيجية  وتنفيذها.

وبعد ثلاث سنوات من نشر  « strategy and structure » قام بنشر « corporate strategy » (1965) يحلل فيه سياسات النمو والتوسع للمؤسسات ويقسم فيه فضاء القرارات التسييرية أما ثالث طرح أسس للفكر الاستراتيجي في المؤسسة فهو انموذج باحثي «Harverd Business School» الذي يعرف باسم SWOT – حيث يقوم بتحديد الفرص والتهديدات الموجودة في البيئة الخارجية ونقاط القوة والضعف في البيئة الداخلية - ..

وفي الحقيقة أن هذا النموذج المعروف أيضا باسم نموذج LCAG بالنسبة إلى الباحثين (christensen – Andrews-(Guth learned يقدم طريقة اجرائية رسمية لإعداد الاستراتيجيات وتنفيذها استخلصها بإتباع منهج دراسة الحالة إن مجمل هذه الكتابات تعتبر أولى مدارس الفكر الإستراتيجي. [5] 

مفهوم الإستراتيجية

حسب تعريف "هنري منتزبرج" هي: 'الخطة' أو 'الاتجاه' أو 'المنهج' العمل الموضوع لتحقيق هدف ما وهي الممر أو الجسر الذي يأخدنا من هنا إلى هناك. [6] 

وتعرف الإستراتيجية بأنها: "نمط لأهم الأهداف والغايات والسياسات والخطوط الحيوية لتحقيق تلك الأهداف تصاغ بطريقة ما لكي تعرف ما هو العمل الذي تقوم به الشركة وتريد أن تكون فيه والمشكل الذي تريد أن نصبح عليه". [7] 


مواضيع ذات صلة/

عناصر الاستراتيجية (خصائصها، أهميتها)

بحث حول الاستراتيجية


المراجع/

[1]حسين رحيم، استراتيجية المؤسسة، دار بهاء الدين للنشر والتوزيع، قسنطينة، 2008، ص ص 18-19.

[2] روبرت أ وميتس ديفيدلي، ترجمة عبد الحكيم الخزامي، الإدارة الاستراتيجية بناء الميزة التنافسية، دار الفجر للتوزيع، القاهرة مصر، 2008، ص 28.

[3] الشيخ الداوي، محيط استراتيجيات وهياكل المؤسسة، مركز الطباعة بجامعة الجزائر،1998، ص 32.

[4]   حسين عمر، الجات والخصخصة، دار الكتاب الحديث، القاهرة،1998، ص 130.                                                          

[5] عبد المليك مزهودة، الفكر الإستراتيجي التسييري من نموذج swot إلى نظرية الاستراتيجية، مجلة العلوم الإنسانية جامعة محمد خيضر بسكرة، العدد الرابع، الجزائر، ص ص 109-110.

[6] حسين رحيم، استراتيجية المؤسسة، مرجع سبق ذكره، ص ص 10-.16.

[7] محمد فريد الصحن ومحمد سلطان علي شريف، مبادئ الإدارة، الدار الجامعية، 2000.

تعليقات

التنقل السريع